249

وإنآ أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين

[سبأ: 24]. ومعلوم ان الذي على الهدى هو محمد صلى الله عليه وسلم وأن الذين في الضلال المبين هم الكفار المخاطبون بقوله:

أو إياكم

[سبأ: 24]، وأبرز ذلك إبراز الاحتمال كما قال الشاعر:

أيا ظبية الوعساء بين حلاحل

وبين النقاء أأنت أم أم سال

وخص الأبناء والنساء لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلوب وربما فداهم الرجل بنفسه وحارب دونهم حتى يقتل ومن ثم كانوا يسوقون معهم الظعائن في الحروب لتمنعهم من الهرب ويسمون الدفع عنها بأرواحهم حماية الحوزة وحماية الحقائق وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس مفدون بها وفيه دليل لا شيء أقوى منه على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

{ إن هذا لهو القصص الحق } الإشارة بهذا الى قصة عيسى عليه السلام وكونه مخلوقا من غير أب إلى سائر ما قص تعالى في أمره فليس بإله بل هو عبد من عبيده كما قال تعالى:

إن هو إلا عبد أنعمنا عليه

[الزخرف: 59]، ولذلك جاء بعده:

Unknown page