وقرىء { أن يطوف } وقرىء ألا يطوف. فقيل: لا زائدة. ولا نختاره بل إسقاطها يدل على رفع الجناح في فعل الشيء وهو رفع في تركه إذ هو تخيير بين الفعل والترك. نحو: فلا جناح عليهما أن يتراجعا وإثباتها يدل على رفع الجناح في الترك وكلتا القراءتين تدل على التخيير بين الفعل والترك والجناح يراد به الاثم والظاهر أن يكون الطواف بالسعي والمرور فمن سعى بينهما من غير صعود عليهما لم يكن طائفا. ودلت الآية على مطلق الطواف لا على كمية مخصوصة ولا عدد وسؤال عروة لعائشة أنه لا يرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما. وقولها له: يا عرية لو كان كذلك لقال: فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما كلام لا يخرج اللفظ عما دل عليه من رفع الاثم عمن طاف بهما. ولا يدل ذلك على وجوب الطواف لأن مدلول اللفظ إباحة الفعل وإذا كان مباحا كنت مخيرا بين فعله وتركه. ومذهب ابن عباس وابن الزبير وأنس وعطاء ومجاهد وأحمد بن حنبل أنه لا شيء على من تركه عمدا كان أو سهوا.
{ ومن تطوع خيرا } التطوع ما تبرعت به مما لا يجب عليك. وقرىء: تطوع ماضيا، ويطوع مضارعا مجروما ويتطوع مضارع، تطوع مجزوما. وخيرا منصوب على إسقاط حرف الجر أي بخير. وقد قرىء: بخيرا ويكون التقدير تطوعا خيرا.
{ فإن الله شاكر } أي مثيب أو مغن.
{ عليم } بما انطوت عليه نية المتطوع.
[2.159-164]
{ إن الذين يكتمون } هم اليهود.
{ مآ أنزلنا من البينات والهدى } أي في التوراة كتموا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتموا الرجم.
وقرىء { من بعد ما بيناه } ومن بعد ما بينه وهو التفات خرج من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب كما خرج فيما أنزلنا من الغيبة إلى التكلم. في قوله: فإن الله. وقوله: ما أنزلنا.
{ في الكتاب } التوراة أو القرآن أو كتب الله وكتمه بعد تبيينه أعظم في الاثم. وقد يكتم الانسان الشيء ولا يكون مبينا للناس.
{ أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } أولئك إشارة لمن اتصف بهذه الوصف القبيح وأبرز خبره في صورة جملتين تعظيما لهذا الوصف الذي حل بهم واللاعنون الملائكة. ومن تتأتى منهم اللعنة كمؤمن الثقلين أو كل شيء وغلب العاقل في الجميع.
Unknown page