Tafsir Muyassar

Sacid Kindi d. 1207 AH
52

Tafsir Muyassar

التفسير الميسر لسعيد الكندي

Genres

ثم قست قلوبكم} استيعاب القسو من بعد ما يوجب لين القلوب ورقتها، وصفة القلوب بالقسوة مثل لنبوها عن الاعتبار والاتعاظ؛ وقيل: قست يبست وجفت وجفاف القلب خروج الرحمة واللين عنه؛ وقيل: غلظت؛ وقيل: اسودت. [20] {من بعد ذلك} من بعد ما تقدم من الآيات المذكورة. {فهي كالحجارة} فهي في قسوتها مثل الحجارة، {أو أشد قسوة} منها، {وإن من الحجارة} بيان لزيادة قسوة قلوبهم عليها. {لما يتفجر منه الأنهار} التفجر التفتح بالكثرة. {وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء} يعني أن من الحجارة فيه جروف واسعة يندفق منها الماء الكثير (¬1) ، ومنها ما ينشق انشقاقا بالطول والعرض فينبع منه الماء أيضا، وقلوبهم لا تندى ولا يخرج منها ما يوجب القسوة وهي الأمراض[كذا]. {وإن منها لما يهبط} يتردى من أعلاه، {من خشية الله} قيل: هو مجاز عن انقيادها لأمر الله، وأنها لا تمتنع عما يريد فيها (¬2) ، وقلوب هؤلاء لا تنقاد ولا تفعل ما أمرت به؛ وقيل: المراد به ما أمرت به حقيقة الخشية، على معنى أنه يخلق فيها الحياة والتمييز، وليس شرط خلق الحياة والتمييز في الجسم أن يكون على بنية مخصوصه (لعله) عند أهل السنة، وعلى هذا قوله: {لو أنزلنا [21] هذا القرآن على جبل...} (¬3) الآية، بشيء (¬4) ،

¬__________

(¬1) - ... في الأصل: «اكثير»، وهو خطأ.

(¬2) - ... كذا في الأصل، ولعل الصواب: «منها».

(¬3) - ... سورة الحشر: 21. وتمام الآية: {...لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله}.

(¬4) - ... في الأصل هذه الكلمة غير واضحة، وأثبتناها حسب السياق..

Page 52