Al-Tafsīr al-muyassar li-Saʿīd al-Kandī
التفسير الميسر لسعيد الكندي
Genres
الله لا إله إلا هو ليجمعنكم} معناه: الله، والله ليجمعنكم، {إلى يوم القيامة} أي: ليحشرنكم إليه، {لا ريب فيه، ومن أصدق من الله حديثا(87)} أي: لا أحد أصدق منه في إخباره ووعده ووعيده، لاستحالة الكذب عليه لقبحه، لكونه إخبارا (¬1) عن الشيء بخلاف ما هو عليه.
{فما لكم في المنافقين فئتين} أي: ما لكم اختلفتم في شأن قوم قد نافقوا نفاقا ظاهرا، وتفرقتم فيهم فرقتين؛ وما لكم لم تقطعوا القول بكفرهم؛ قيل: إن فرقة سمتهم مشركين، وفرقة سمتهم مؤمنين، فرد الله عليهم، وأخبر أنهم ليسوا بمشركين ولا مؤمنين، ولكنهم منافقون، وأخبر أنه {أركسهم بما كسبوا}، ثم قال عتابا لهم: {أتريدون أن تهدوا من أضل الله}، لأنه يوقع العتاب ها هنا على من سماهم مؤمنين، ثم قال: {ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء} فسماهم كفارا، ثم قال: {فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله} فقد انقطعت [104] الولاية بين المؤمنين والكفار حتى يهاجروا في سبيل الله. {والله أركسهم بما كسبوا } أي نكسهم وردهم إلى الكفر بما كسبوا، {أتريدون أن تهدوا} أن تجعلوهم مهتدين، {من أضل الله } من جعله الله ضالا، أو تريدون أن تسموهم مهتدين، وقد أظهر الله ضلالهم، فيكون تعبيرا لمن سماهم مهتدين. {ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا(88)} طريقا إلى الهداية.
{
¬__________
(¬1) - ... في الأصل: «إخبار»، وهو خطأ.
Page 248