49

Tafsir Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Investigator

عبد الله محمود شحاته

Publisher

دار إحياء التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

بيروت

المسلم كان يلقى من اليهود حليفة أَوْ أخاه من الرضاعة [١٦ أ] فيسأله أتجدون محمدا فِي كتابكم فيقولون نعم إن نبوة صاحبكم حق وإنا نعرفه فسمع كعب بن الأشرف، وكعب بن أسيد، ومالك بن الضيف، وجدي بن أخطب، فقالوا لليهود فِي السر: اتحدثون أصحاب محمد- ﷺ بما فتح اللَّه لَكُمْ يعني بما بين لَكُمْ فِي التوراة من أمر محمد- ﷺ فذلك قوله- تَعَالَى-: [وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ «١»] لِيُحَاجُّوكُمْ يعنى ليخاصموكم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ باعترافكم أن محمدا- ﷺ نَبِيّ ثُمّ لا تتابعوه أَفَلا تَعْقِلُونَ- ٧٦- يعني أفلا ترون أن هَذِهِ حجة لهم عليكم فَقَالَ اللَّه- ﷿: أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ فِي الخلا وَما يُعْلِنُونَ- ٧٧- فِي الملأ فيقول بعضهم لبعض: أتحدثونهم بأمر محمد- ﷺ أو لا يعلمون حين قَالُوا: إنا نجد محمدا فِي كتابنا وإنا لنعرفه وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ يَقُولُ من اليهود من لا يقرأ التوراة إِلَّا أن يحدثهم عَنْهَا رءوس اليهود وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ- ٧٨- فِي غَيْر يقين ما يستيقنون به فَإِن كذبوا رءوس اليهود أَوْ صدقوا تابعوهم باعترافهم فَلَيْس لَهُم بالتوراة علم إِلَّا ما حدثوا عنها. فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ سوى نعت محمد- ﷺ وذلك أن رءوس اليهود بالمدينة محوا نعت محمد- ﷺ من التوراة وكتبوا سوى نعته وقالوا لليهود سوى نعت محمد ثُمَّ يَقُولُونَ هذا النعت مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا يعني عرضا يسيرا مما يعطيهم سفلة اليهود كُلّ سنة من زروعهم وثمارهم يَقُولُ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ يعني فِي التوراة من تغيير نعت محمد- ﷺ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ

(١) ما بين القوسين [-..-] ليس فى أ.

1 / 118