377

Tafsīr Muqātil b. Sulaymān

تفسير مقاتل بن سليمان

Editor

عبد الله محمود شحاته

Publisher

دار إحياء التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

بيروت

وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ أى عن قتلك إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ «وهي إحياء سام ابن نوح بإذن اللَّه» «١» .
فيقوم عِيسَى- ﷺ يوم الْقِيَامَة بهؤلاء الكلمات خطيبا عَلَى رءوس الخلائق، ويخطب إبليس لعنه اللَّه عَلَى أَهْل النار بهذه الآية إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ ... [١١١ ب] إلى قوله «بِمُصْرِخِكُمْ» يعني بمانعكم من العذاب «وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ» يعنى بمانعي من العذاب «إِنِّي كَفَرْتُ» يعني تبرأت بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ «٢» أى فى دار الدُّنْيَا. وأمّا النعمة عَلَى مريم- ﵍ فهي أَنَّهُ اصطفاها يعني اختارها وطهرها من الإثم واختارها عَلَى نساء العالمين وجعلها زَوْجَة محمد- ﷺ فِي الجنة.
قوله- سبحانه-: «تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ» «٣» يعني تكلم بني إسرائيل صبيا فِي المهد حين جاءت به أمه تحمله، «وَيكلمهم كَهْلًا» حين اجتمع واستوت لحيته «وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ» يعني خط الكتاب بيده «وَالْحِكْمَةَ» يعني الفهم والعلم «وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ» يعني الخفاش «فَتَنْفُخُ فِيها» يعني فِي الهيئة «فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ» الَّذِي يَخْرُج من بطن أُمّه أعمى فكان عِيسَى- ﵇ «٤» - يرد إِلَيْهِ بصره بإذن اللَّه- تَعَالَى-: «فيمسح بيده عَلَيْه فإذا هُوَ صحيح بإذن الله» «٥» وأحيا سام

(١) هذه الجملة متصيدة من كلام المفسر بعد إصلاحه ونصها «عنك القتل فى أمر سام بن نوح» .
(٢) سورة إبراهيم: ٢٢.
(٣) أعاد تفسيره لجزء الآية ١١٠ فكرر تفسير هذا الجزء بأسلوب آخر فيه تفسير وتعليق.
(٤) فى أ: ﷺ.
(٥) ما بين الأقواس زيادة من ل.

1 / 516