Tafsir Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Investigator
عبد الله محمود شحاته
Publisher
دار إحياء التراث
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٣ هـ
Publisher Location
بيروت
فإن تفعلوا فأتوا بسورة من مثل هَذَا القرآن فلم يجيبوه «١» وسكتوا، يَقُولُ- اللَّه سُبْحَانَهُ-: فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ وتلك الحجارة تحت الأرض الثانية مثل الكبريت تجعل فِي أعناقهم إذا اشتعلت فيها النار احترقت عامة اليوم «٢» فكان وهجها عَلَى وجوههم وذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ [٧ ب] يعني شدة العذاب يَوْمَ الْقِيامَةِ «٣» ثُمّ قَالَ:
أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ- ٢٤- بالتوحيد يخوفهم اللَّه- ﷿ فلم يخافوا فقالوا من تكذيبهم: هَذِهِ النار وقودها الناس فَمَا بال الحجارة، فرق المؤمنون عند التخويف، فأنزل اللَّه- ﷿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يعني البساتين كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ كلما أطعموا منها من الجنة من ثمرة رِزْقًا قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وذلك أن لهم فِي الجنة رزقهم فيها بكرة وعشيا فإذا أتوا بالفاكهة فِي صحاف الدر والياقوت فِي مقدار بكرة الدُّنْيَا وأتوا بالفاكهة غيرها عَلَى مقدار عشاء الدُّنْيَا فإذا نظروا إِلَيْهِ «٤» متشابه الألوان قَالُوا هَذَا الَّذِي رزقنا من قبل يعني أطعمنا بكرة فإذا أكلوا وجدوا طعمه غَيْر الَّذِي أتوا به بكرة فذلك قوله- سُبْحَانَهُ: وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهًا يعني يشبه بعضه بعضا فِي الألوان مختلفا فى الطعم وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ خلقن فِي الجنة مَعَ شجرها وحللها مطهرة من الحيض والغائط والبول والأقذار كلها وَهُمْ فِيها «٥» خالِدُونَ- ٢٥- لا يموتون إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا وذلك أن اللَّه- ﷿ ذكر العنكبوت والذباب فِي القرآن فضحكت اليهود وقالت: ما يشبه
(١) هكذا فى ل، وفى أ: فلم تجيبوا.
(٢) فى أ: يوم.
(٣) سورة الزمر ٢٤.
(٤) أ: إليها.
(٥) (وهم فيها): ساقط من أ، ل.
1 / 94