237

Tafsir Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Investigator

عبد الله محمود شحاته

Publisher

دار إحياء التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

بيروت

يعني معي «١» هَارُون إِنَّهُ كانَ حُوبًا كَبِيرًا ٢- يعني إثما كبيرا بلغة الحبش، وَقَدْ كان أَهْل الْجَاهِلِيَّة يسمون الحوب الإثم. نزلت فِي رَجُل من غطفان، يُقَالُ لَهُ المنذر بن رِفَاعة، كان معه مال كبير ليتيم وَهُوَ ابْن أَخِيهِ، فَلَمَّا بلغ طلب ماله، فمنعه فخاصمه إلى النَّبِيّ- ﷺ فأمر، أن يرد عَلَيْه ماله، وقرأ عَلَيْه الآية. فَلَمَّا سمعها قَالَ: أطعنا اللَّه وأطعنا الرَّسُول، ونعوذ بِاللَّه من الحوب الكبير. فدفع إِلَيْهِ ماله فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ: «هكذا من يطع ربه- ﷿ ويوق شح نفسه فَإنَّهُ يحل داره» يعني جنته. فلما قبض الفتن ماله أنفقه فى سبيل الله [٧٠ أ] قَالَ النَّبِيّ- ﷺ: «ثبت الأجر وبقي الوزر» . فقالوا للنبي- ﷺ: «قَدْ عرفنا ثبت الأجر فكيف بقي الوزر، وَهُوَ ينفق فِي سبيل اللَّه؟ فَقَالَ: الأجر للغلام والوزر عَلَى والده وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى نزلت فِي خميصة «٢» بن الشمردل وذلك أن اللَّه- ﷿: أنزل إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْمًا يعني بغير حق إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا «٣» فخاف المؤمنون الحرج فعزلوا كُلّ شيء لليتيم من طعام أَوْ لبن أَوْ خادم أَوْ ركوب فلم يخالطوهم فِي شيء منه فشق ذَلِكَ عليهم وعلى اليتامى فرخص اللَّه- ﷿ من أموالهم فِي الخلطة «٤»، فَقَالَ: وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فنسخ من ذَلِكَ الخلطة «٥» فسألوا النَّبِيّ- ﷺ عما لَيْسَ به بأس وتركوا أن يسألوه عما هُوَ أعظم منه، وذلك أنه كان يكون عند

(١) فى أ: مع، ل: معى. (٢) فى أ: حميضه، ل خميصة. (٣) سورة النساء: ١٠. (٤) هكذا فى أ، ل. (٥) أى أن مخالطة اليتامى كان منهيا عنها ثم نسخ النهى عن الخلطة بقوله تعالى: وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ سورة البقرة: ٢٢٠.

1 / 356