ننشدك بِاللَّه أنها نزلت عليك من السماء. فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ:
أشهد بِاللَّه أنها نزلت عليّ من السماء. فذلك قوله- سُبْحَانَهُ- فِي يُونُس وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي «١» يعني «٢» ويستخبرونك أحق هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي ويعني بلى وربي إنَّه لحق.
فَقَالَ جدي: لئن كُنْت صادقا فإنكم تملكون إحدى وسبعين سنة، ولقد بعث اللَّه- ﷿ فِي بني إِسْرَائِيل ألف نَبِيّ كلهم يخبرون عن أمتك وَلَم يخبرونا كم تملكون حَتَّى أخبرتنا أَنْت الآن. ثُمّ قَالَ جدي لليهود: كيف ندخل فِي دين رَجُل منتهى ملك أمته إحدى وسبعون سنة. فَقَالَ عُمَر بن الخَطَّاب- رضوان اللَّه عَلَيْه: وما يدريك أنها إحدى وسبعون سنة؟ فَقَالَ جدي: أما ألف فِي الحساب فواحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون سنة. فضحك رسول اللَّه- ﷺ. فَقَالَ جدي: هَلْ غَيْر هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ: نعم المص، كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ «٣» . فَقَالَ جدي: هَذِهِ أكبر من الأولى ولئن كنت صادقا فإنكم تملكون مائتي سنة واثنتين وثلاثين سنة. ثُمّ قَالَ «٤»: هَلْ غَيْر هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ: الر، كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ «٥» فَقَالَ جدي: هَذِهِ أكبر من الأولى والثانية وَقَدْ حكم وفصل ولئن كُنْت صادقا فإنكم تملكون [٥ أ] أربعمائة سنة وثلاثا وستين «٦» سنة، فاتق اللَّه وَلا تقولن إِلَّا حقا. فهل غَيْر هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ: المر، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ «٧» . فَقَالَ جدي: لئن كُنْت صادقا فإنكم تملكون سبعمائة سنة وأربعا «٨» وثلاثين سنة.
ثُمّ إن جدي قال: الآن لا نؤمن بما
_________
(١) يونس: ٥٣.
(٢) فى أ، ل زيادة: «بلى وربى إنه لحق» .
(٣) الأعراف: ١، ٢.
(٤) أ: فقال.
(٥) سورة هود: ١.
(٦) أ: وستون.
(٧) الرعد: ١.
(٨) أ: وأربع.
1 / 85