139

Tafsir Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Investigator

عبد الله محمود شحاته

Publisher

دار إحياء التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

بيروت

عندي وأزوجك ابنتي ولن يخفى «١» عليّ إن كُنْت أَنْت صاحبه قَدْ أتاني قومي كلهم يزعم أنه يقتله وَقَدْ أَخْبَرَنِي إسماعيل أن اللَّه يبعث لَهُ رَجُلا من أصحابي فيقتله فالبس هَذَا الدرع فلبسها دَاوُد- ﵇ فطالت عَلَيْه فانتفض فيها فتقلص منها وَجَعَل دَاوُد يدعو اللَّه- ﷿ ثُمّ انتفض فيها فتقلص منها ثُمّ انتفض فيها الثالثة فاستوت عَلَيْه، فعلم طالوت أَنَّهُ يقتل جالوت فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ [٤٢ أ] وهم مائة ألف إنسان فسار فِي حر شديد فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ- قالَ إِنَّ اللَّهَ ﷿ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ بين الأُرْدُنّ «٢» وفلسطين فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي يَقُولُ لَيْسَ معي عَلَى عدوي، كقول إِبْرَاهِيم- ﵇ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي يعني معي «٣» وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي فَإنَّهُ معي عَلَى عدوي ثُمّ استثنى. فَقَالَ: إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ الغرفة يشرب منها الرَّجُل وخدمه ودابته ويملأ قربته، ووصلوا إلى النهر من مفازة وأصابهم العطش فَلَمَّا رَأَى الناس الماء ابتدروا فوقعوا فيه فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ والقليل ثلاثمائة وثلاثة عشر رَجُلا عدة أصحاب النَّبِيّ- ﷺ يوم بدر فَلَمَّا جاوَزَهُ أَي جاوز النهر هُوَ يعني طالوت وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَكُلُّهُمْ مؤمنون فَقَالَ «٤» العصاة الَّذِين وقعوا فِي النهر قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ فرد عليهم أصحاب الغرفة قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ يعني الَّذِين يعلمون، كقوله- سُبْحَانَهُ- وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ «٥» يعني وعلم، وكقوله- ﷿: فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها «٦» .

(١) فى أ: وبر بحقي، وفى ل: ولن يخفى. (٢) فى أ: الأزد، ل: الأردن. (٣) سورة إبراهيم: ٣٦. (٤) فى الأصل. فقالت. (٥) سورة القيامة: ٢٨. (٦) سورة الكهف: ٥٣ وتمامها (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفًا) .

1 / 208