137

Tafsir Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Investigator

عبد الله محمود شحاته

Publisher

دار إحياء التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

بيروت

بني إِسْرَائِيل وكان طالوت من سِبْط بنيامين وكان جسيما عالما وكان اسمه شارل بن كيس وبالعربية طالوت بن قَيْس وسمي طالوت لطوله. وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ بعطية الملك عَلِيمٌ- ٢٤٧- بمن يعطيه الملك فَلَمَّا أنكروا أن يَكُون طالوت عليهم ملكا وَقالَ «١» لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أنه من اللَّه أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ الَّذِي أخذ منكم فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ورأس كرأس الهرة ولها جناحان فإذا صوتت عرفوا أن النصر لهم فكانوا يقدمونها أمام الصف وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ يعنى بالبقية رضراضا «٢» من الألواح وفقير «٣» من فِي طست من ذهب وعصا مُوسَى- ﵇ وعمامته وكان التابوت يَكُون مَعَ الأنبياء إذا حضروا القتال قدموه بين أيديهم يستفتحون به عَلَى عدوهم، فَلَمَّا تفرقت بنو إِسْرَائِيل وعصوا الْأَنْبِيَاء سلط اللَّه- ﷿ عليهم عدوهم فقتلوهم وغلبوهم عَلَى التابوت فدفنوه فى مخرأة [٤١ ب] لهم فابتلاهم اللَّه- ﷿ بالبواسير فكان الرَّجُل إذا تبرز عِنْد التابوت أخذه الباسور ففشى ذَلِكَ فيهم فهجروه فقالوا: ما ابتلينا بهذه إِلَّا بفعلنا بالتابوت فاستخرجوه ثُمّ وجهوه إلى بني إِسْرَائِيل عَلَى بقرة ذات لبن وبعث اللَّه- ﷿ الملائكة فساقوا العجلة فإذا التابوت بين أظهرهم فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ يعني تسوقه الملائكة إِنَّ فِي ذلِكَ يعني فِي رد التابوت لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ- ٢٤٨- يعني مصدقين بأن طالوت ملكه من اللَّه- ﷿ وكان التابوت من عود الشمشاد التي تتخذ منه الأمشاط الصفر مموه بالذهب فَلَمَّا رأوا التابوت أيقنوا بأن ملك طالوت من اللَّه- ﷿ فسمعوا لَهُ وأطاعوا وكان موسى- ﵇

(١) فى أ: قال. (٢) فى أ: رضراض، ل: رضراضا. (٣) من ل وفى أ: وفقير.

1 / 206