Tafsir Mizan
تفسير الميزان - العلامة الطباطبائي
واعلم أن هاتين الآيتين قريبتا المعنى من قوله تعالى: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين إلخ": البقرة - 62، وإنما الفرق أن الآيتين أعني قوله: بلى من كسب سيئة، في مقام بيان أن الملاك في السعادة إنما هو حقيقة الإيمان والعمل الصالح دون الدعاوي والآيتان المتقدمتان أعني قوله: إن الذين آمنوا إلخ في مقام بيان أن الملاك فيها هو حقيقة الإيمان والعمل الصالح دون التسمي بالأسماء.
بحث روائي
في المجمع،: في قوله: وإذا لقوا الذين، الآية عن الباقر (عليه السلام) قال: كان قوم من اليهود ليسوا من المعاندين المتواطئين إذا لقوا المسلمين حدثوهم بما في التوراة من صفة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فنهى كبراؤهم عن ذلك وقالوا لا تخبروهم بما في التوراة من صفة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فيحاجوهم به عند ربهم فنزلت هذه الآية وفي الكافي، عن أحدهما (عليهما السلام): في قوله تعالى: بلى من كسب سيئة، قال: إذا جحدوا ولاية أمير المؤمنين فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
أقول: وروى قريبا من هذا المعنى الشيخ في أماليه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والروايتان من الجري والتطبيق على المصداق، وقد عد سبحانه الولاية حسنة في قوله: "قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا": الشورى - 23، ويمكن أن يكون من التفسير لما سيجيء في سورة المائدة أنها العمل بما يقتضيه التوحيد وإنما نسب إلى علي (عليه السلام) لأنه أول فاتح من هذه الأمة لهذا الباب فانتظر.
Page 124