(ت ١٦١ هـ) بالكوفة، وعبد الرحمن بن عمرو الأَوْزاعي (ت ١٥٧ هـ) بالشام، وهُشَيم بن بشير الواسطي (ت ١٨٣ هـ) بواسط، ومعمر بن راشد (ت ١٥٣ هـ) باليمن، وجرير بن عبد الحميد (ت ١٨٨ هـ) بالرَّيّ، وعبد الله بن المبارك المَرْوَزي (ت ١٨١ هـ) بِمَرْو وخراسان (^١). قال الحافظان: العراقي وابن حجر: (وكان هؤلاء في عصر واحد، فلا ندري أيُّهم أسبق) (^٢). وقد قيل: إن ابن جريج هو أول من صنف الكتب (^٣)، لكن ما ذكره العراقي وابن حجر أدقّ، ولذا يمكن أن يُقَيّد كلٌّ منهم بمصره، فيقال مثلًا: أول من صنف بالكوفة سفيان الثوري وهكذا. وكان معظم هذه المصنفات يضم أحاديث النَّبِيِّ ﷺ، وما ورد عن الصحابة والتابعين، إلى أن رأى بعض الأئمة أن تفرد أحاديث النَّبِيِّ ﷺ خاصة، وذلك على رأس المائتين، فصنَّف أسد بن موسى (ت ٢١٢ هـ) مسندًا، وصنَّف عبيد الله بن موسى العَبْسي (ت ٢١٣ هـ) مسندًا، وصنَّف مُسَدَّد البصري (ت ٢٢٨ هـ) مسندًا، وصنَّف نُعيم بن حماد الخُزَاعي (ت ٢٢٨ هـ) مسندًا، ثم اقتفى الأئمة آثارهم، فقلَّ إمام من الحفاظ إلا وصنَّف حديثه على المسانيد، كأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم (^٤).
وامتدادًا لمرحلة التصنيف على الأبواب نجد عبد الرزاق بن هَمَّام الصنعاني (ت ٢١١ هـ) صنَّف كتابه العظيم: (المصنَّف)، ومثله أبو بكر عبد الله بن محمد أبي شيبة (ت ٢٣٥ هـ) صنف كتاب:
_________
(^١) انظر المحدِّث الفاصل للرَّامَهُرْمُزِي (ص ٦١١ - ٦١٨)، وتدريب الراوي (١/ ٨٩).
(^٢) الموضع السابق من تدريب الراوي.
(^٣) تاريخ بغداد (١٠/ ٤٠٠).
(^٤) تدريب الراوي (١/ ٨٩) نقلًا عن ابن حجر.
المقدمة / 7