١ - بيئته وعصره: -
ولد سعيد بن منصور- كما سيأتي- قبل سنة سبع وثلاثين ومائة، أو بعدها بيسير، وتوفي في سنة سبع وعشرين ومائتين، فهو إذًا عاش في الفترة التي نشأت فيها الدولة العباسية إلى أن بلغت أوْجَ قوَّتها، وكان يقال: (لبني العباس فاتحة وواسطة وخاتمة. فالفاتحة السَّفَّاح، والواسطة المأمون، والخاتمة المُعْتَضِد) (^١).
فنشأة الدولة العباسية كانت في سنة اثنتين وثلاثين ومائة (١٣٢ هـ) على أنقاض الدولة الأموية، وكان هذا قريبًا من ولادة سعيد بن منصور الذي عاش بداية حياته في خراسان مُنْطَلَقِ الدعوة العباسية ومحطّ قوَّتها بقيادة أبي مسلم الخراساني الذي أَبْلَى مع العباسيين بلاءً كان عاقبته القتل من قبل ثاني خلفاء بني العباس: أبي جعفر المنصور؛ بعد أن أحسّ بخطر أبي مسلم الخراساني على دولتهم.
عاش سعيد هذه الحياة الطويلة التي تزيد على تسعين عامًا، وعايش فيها أحداثًا كثيرة، سأتناول الحديث عنها بإيجاز، مقسَّمًا على
_________
= ليوسف بن عبد الهادي (ص ١٧٨ رقم ٣٧٠)، وخلاصة تذهيب الكمال للخزرجي (ص ١٤٣)، وشذرات الذهب لابن العماد (٢/ ٦٢)، والرسالة المستطرفة للكتّاني (ص ٣٤)، والفكر السامي للفاسي (٢/ ٧٣ رقم ٢٦٨)، ومعجم المؤلفين لعمر كحالة (٤/ ٢٣٢).
(^١) تاريخ الخلفاء (ص ٤٩٠).
والمعتضد هو الخليفة العباسي أبو العباس أحمد بن الموفق بالله طلحة بن المتوكل جعفر بن المعتصم محمد بن الرشيد. ولد في سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وتولّى الخلافة سنة تسع وسبعين ومائتين، وتوفي سنة تسع وثمانين ومائتين، قال الذهبي في وصفه: (وكان ملكًا مهيبًا شجاعًا كامل العقل ذا سياسة عظيمة، وفي دولته سكنت الفتن، وأسقط المَكْسَ، ونشر العدل، وقلل من الظلم، وكان يُسَمَّى السَّفّاح الثاني، أحيا رميم الخلافة التي ضعفت من مقتل المتوكل) اهـ بتصرف من سير أعلام النبلاء (١٣/ ٤٦٣ - ٤٧٩).
وأما السَّفَّاح والمأمون فسيأتي الحديث عنهما.
المقدمة / 18