Tafsir Majmac Bayan

Ibn Hasan Tabarsi d. 548 AH
84

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

(1) - آدم كما وردت به القصة وهذا الوجه ضعيف لأنه لا يجوز أن يحتج على عباده بعهد لا يذكرونه ولا يعرفونه ولا يكون عليه دليل وقوله تعالى «ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل» معناه أمروا بصلة النبي ص والمؤمنين فقطعوهم عن الحسن وقيل أمروا بصلة الرحم والقرابة فقطعوها عن قتادة وقيل أمروا بالإيمان بجميع الأنبياء والكتب ففرقوا وقطعوا ذلك وقيل أمروا بأن يصلوا القول بالعمل ففرقوا بينهما بأن قالوا ولم يعملوا وقيل معناه الأمر بوصل كل من أمر الله بصلته من أوليائه والقطع والبراءة من أعدائه وهذا أقوى لأنه أعم ويدخل فيه الجميع وقوله «ويفسدون في الأرض» قال قوم استدعاؤهم إلى الكفر هو الفساد في الأرض وقيل إخافتهم السبيل وقطعهم الطريق وقيل نقضهم العهد وقيل أراد كل معصية تعدى ضررها إلى غير فاعلها والأولى حمله على العموم «أولئك هم الخاسرون» أي أهلكوا أنفسهم فهم بمنزلة من هلك رأس ماله وروي عن ابن عباس أن كل ما نسبه الله تعالى من الخسار إلى غير المسلمين فإنما عنى به الكفر وما نسبه إلى المسلمين فإنما عنى به الدنيا..

القراءة

قرأ يعقوب ترجعون بفتح التاء على أن الفعل لهم والباقون بضم التاء وفتح الجيم على ما لم يسم فاعله.

الإعراب

كيف في الأصل سؤال عن الحال ويتضح ذلك في الجواب إذا قيل كيف رأيت زيدا فتقول مسرورا أو مهموما وما أشبه ذلك فتجيب بأحواله فكيف ينتظم جميع الأحوال كما أن كم ينتظم جميع العدد وما ينتظم جميع الجنس وأين ينتظم جميع الأماكن ومن ينتظم جميع العقلاء ومعناه في الآية التوبيخ وتقديره أمتعلقين بحجة تكفرون فيكون منصوب الموضع على الحال والعامل فيه تكفرون وقال الزجاج هو استفهام في معنى التعجب وهذا التعجب إنما هو للخلق أو للمؤمنين أي أعجبوا من هؤلاء كيف يكفرون وقد ثبتت حجة الله عليهم ومعنى وكنتم وقد كنتم والواو واو الحال وإضمار قد جائز إذا كان في الكلام دليل عليه ومثله قوله تعالى «أو جاؤكم حصرت صدورهم» أي قد حصرت صدورهم وهي جملة في موضع الحال وإنما وجب إظهار قد في مثل هذا أو

Page 170