Majmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān - al-juzʾ 1
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Genres
(1) - تخلص منها وفاز بالنعيم المقيم فإنه يؤثر الموت على الحياة ألا ترى إلى قول أمير المؤمنين ع وهو يطوف بين الصفين بصفين في غلالة لما قال له الحسن ابنه ما هذا زي الحرب يا بني إن أباك لا يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه وقول عمار بن ياسر بصفين أيضا الآن ألاقي الأحبة محمدا وحزبه وأما ما روي عن النبي ص أنه قال لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ولكن ليقل اللهم أحيني ما دامت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي فإنما نهي عن تمني الموت لأنه يدل على الجزع والمأمور به الصبر وتفويض الأمور إليه تعالى ولأنا لا نأمن وقوع التقصير فما أمرنا به ونرجو في البقاء التلافي.
الإعراب
أبدا نصب على الظرف أي طول عمرهم يقول القائل لا أكلمك أبدا يريد ما عشت وما بمعنى الذي أي بالذي قدمت أيديهم ويجوز أن يكون ما بمعنى المصدر فيكون المراد بتقدمة أيديهم.
المعنى
أخبر الله سبحانه عن هؤلاء الذين قيل لهم فتمنوا الموت إن كنتم صادقين بأنهم لا يتمنون ذلك أبدا بما قدموه من المعاصي والقبائح وتكذيب الكتاب والرسول عن الحسن وأبي مسلم وقيل بما كتموا من صفة النبي ص عن ابن جريج وأضاف ذلك إلى اليد وإن كانوا إنما فعلوا ذلك باللسان لأن العرب تقول هذا ما كسبت يداك وإن كان ذلك حصل باللسان والوجه فيه أن الغالب أن تحصل الجناية باليد فيضاف بذلك إليها ما يحصل بغيرها وقوله «والله عليم بالظالمين» خصص الظالمين بذلك وإن كان عليما بهم وبغيرهم بأن الغرض بذلك الزجر والتهديد كما يقال الإنسان لغيره إني عارف بصير بعملك وقيل معناه إن الله عليم بالأسباب التي منعتم عن تمني الموت وبما أضمروه وأسروه من كتمان الحق عنادا مع علم كثير منهم أنهم مبطلون و روي عن النبي ص أنه قال لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ولرأوا مقاعدهم من النار فقال الله سبحانه إنهم @QUR@ «لن يتمنوه أبدا» تحقيقا لكذبهم
Page 320