220

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

(1) - مفتوحة والثانية ساكنة وكان يجب أيضا أن تلقى حركة العين على الفاء وتحذف العين كما ألقيت حركة الواو من أقومت على القاف قبلها فصار أقمت وكان يجب على هذا أن تقلب الفاء هنا واوا لأنها قد تحركت وانفتح ما قبلها ولا بد من قلبها لوقوع الهمزة الأولى قبلها كما قلبت في تكسير آدم أوادم فكان يجب أن تقول أودته كأقمته فتحذف العين كما ترى وتقلب الفاء التي هي في الأصل همزة واوا فيعتل الفاء والعين جميعا وإذا كان يؤدي القياس إلى هذا رفض وكثر فيه فعلت ليؤمن الإعلالان وجاء أيدت قليلا شاذا على الأصل وإذا كانوا قد أخرجوا عين أفعلت وهي حرف علة على الصحة في نحو قوله:

صددت فأطولت الصدود وقلما # وصال على طول الصدود يدوم

وأعوز القوم وأغيمت السماء ولو أعلت لم يخف فيه توالي إعلالين كان خروج أيدت على الصحة لئلا يجتمع إعلالان أولى وأحرى.

اللغة

قفينا أي أردفنا وأتبعنا بعضهم خلف بعض وأصله من القفا يقال قفوت فلانا إذا صرت خلف قفاه كما يقال دبرته قال امرؤ القيس :

وقفي على آثارهن بحاصب # وغيبة شؤبوب من الشد ملهب

والرسل جمع رسول كالصبر والشكر في جمع صبور وشكور وأيدناه قوينا من الأيد والآد وهما القوة ومثلهما في البناء على فعل وفعل الذيم والذام والعيب والعاب قال العجاج :

(من أن تبدلت بادي آدا)

أي بقوة شبابي قوة الشيب والقدس الطهر والتقديس التطهير وقولنا في صفة الله تعالى القدوس أي الطاهر المنزه عن أن يكون له ولد أو يكون في فعله وحكمه ما ليس بعدل وبيت المقدس لا يخلو المقدس فيه إما أن يكون مصدرا أو مكانا فإن كان مكانا فالمعنى بيت المكان الذي فعل فيه الطهارة وأضيف إلى الطهارة لأنه منسك كما جاء أن طهر بيتي للطائفين وتطهيره إخلاؤه من الصنم وإبعاده منه فعلى هذا يكون معناه بيت مكان الطهارة وإن كان مصدرا كان كقوله إلي مرجعكم ونحوه من المصادر التي جاءت على هذا المثال والهوى مقصورا والشهوة نظيران هوي يهوى هوى .

المعنى

ثم ذكر سبحانه إنعامه عليهم بإرسال رسله إليهم وما قابلوه به من

Page 306