Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
(1) -
المعنى
قد مضى تفسير أول الآية فيما تقدم وقوله: «وأني فضلتكم على العالمين» قال ابن عباس أراد به عالمي أهل زمانهملأن أمتنا أفضل الأمم بالإجماع كما أن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام أفضل الأنبياء وبدليل قوله «كنتم خير أمة أخرجت للناس» وقيل المراد به تفضيلهم في أشياء مخصوصة وهي إنزال المن والسلوى وما أرسل الله فيهم من الرسل وأنزل عليهم من الكتب إلى غير ذلك من النعم العظيمة من تغريق فرعون والآيات الكثيرة التي يخف معها الاستدلال ويسهل بها الميثاق وتفضيل الله إياهم في أشياء مخصوصة لا يوجب أن يكونوا أفضل الناس على الإطلاق كما يقال حاتم أفضل الناس في السخاء ونظير هذه الآية قوله «وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب» إلى قوله «وأنتم تنظرون» فإن قيل فما الفائدة في تكرار قوله «يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم» قلنا لأنه لما كانت نعم الله هي الأصل فيما يجب شكره احتيج إلى تأكيدها كما يقول القائل اذهب اذهب عجل عجل وقيل أيضا أن التذكير الأول ورد مجملا والثاني ورد مفصلا وقيل أنه في الأول ذكرهم نعمة على أنفسهم وفي الثاني ذكرهم نعمة على آبائهم.
القراءة
قرأ أهل مكة والبصرة لا تقبل بالتاء والباقون بالياء.
الحجة
فمن قرأ بالتاء ألحق علامة التأنيث لتؤذن بأن الاسم الذي أسند إليه الفعل وهو الشفاعة مؤنث ومن قرأ بالياء فلأن التأنيث في الاسم ليس بحقيقي فحمل على المعنى فذكر لأن الشفاعة والتشفع بمنزلة كما أن الوعظ والموعظة والصيحة والصوت كذلك وقد قال تعالى: «فمن جاءه موعظة» و «أخذ الذين ظلموا الصيحة» ويقوي التذكير
Page 221