Tafsir Majmac Bayan

Ibn Hasan Tabarsi d. 548 AH
132

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

(1) -

فمن يك أمسى بالمدينة رحله # فإني وقيارا بها لغريب

ويروى وقيار وقول آخر:

نحن بما عندنا وأنت بما عندك # راض والرأي مختلف

وقول الآخر:

أما الوسامة أو حسن النساء فقد # أتيت منه أو أن العقل محتنك

ونحو ذا كثير في الكلام (وثانيها) أنه عائد إلى الاستعانة يعني أن الاستعانة بهما لكبيرة وقوله «استعينوا» يدل على الاستعانة ومثله قول الشاعر:

إذا نهي السفيه جرى إليه # وخالف والسفيه إلى خلاف

أي جرى إلى السفه ودل السفيه على السفه (وثالثها) أن الضمير عائد إلى محذوف وهو الإجابة للنبي ص عن الأصم أو مؤاخذة النفس بهما أو تأدية ما تقدم أو تأدية الصلاة وضروب الصبر عن المعاصي أو هذه الخطيئة عن أبي مسلم وهذه الوجوه الأخيرة كلها ضعيفة لأنها لم يجر لها ذكر وقوله «لكبيرة» أي لثقيلة عن الحسن وغيره والأصل فيه أن كل ما يكبر يثقل على الإنسان حمله فيقال لكل ما يصعب على النفس وإن لم يكن من جهة الحمل يكبر عليها تشبيها بذلك وقوله: «إلا على الخاشعين» أي على المتواضعين لله تعالى فإنهم قد وطنوا أنفسهم على فعلها وعودوها إياها فلا يثقل عليهم وأيضا فإن المتواضع لا يبالي بزوال الرياسة إذا حصل له الإيمان وقال مجاهد أراد بالخاشعين المؤمنين فإنهم إذا علموا ما يحصل لهم من الثواب بفعلها لم يثقل عليهم ذلك كما أن الإنسان يتجرع مرارة الدواء لما يرجو به من نيل الشفاء وقال الحسن أراد بالخاشعين الخائفين.

اللغة

الظن المذكور في الآية بمعنى العلم واليقين كما قال دريد بن الصمة :

فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج # سراتهم في الفارسي المسرد

Page 218