Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
(1) - والركوع والانحناء والانخفاض نظائر في اللغة قال ابن دريد الراكع الذي يكبو على وجهه ومنه الركوع في الصلاة قال الشاعر:
وأفلت حاجب فوق العوالي # على شقاء تركع في الظراب
وقال صاحب العين كل شيء ينكب لوجهه فتمس ركبته الأرض أو لا تمس بعد أن يطأطئ رأسه فهو راكع قال الشاعر:
ولكني أنص العيس تدمى # أياطلها وتركع بالحزون
وقال لبيد :
أخبر أخبار القرون التي مضت # أدب كأني كلما قمت راكع
وقيل أنه مأخوذ من الخضوع قال الشاعر:
لا تهين الفقير علك أن # تركع يوما والدهر قد رفعه
والأول أقوى وإنما يستعمل في الخضوع مجازا وتوسعا .
المعنى
«وأقيموا الصلاة» أي أدوها بأركانها وحدودها وشرائطها كما بينها النبي ص «وآتوا الزكاة» أي أعطوا ما فرض الله عليكم في أموالكم على ما بينه الرسول لكم وهذا حكم جميع ما ورد في القرآن مجملا فإن بيانه يكون موكولا إلى النبي ص كما قال سبحانه وتعالى: «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» فلذلك أمرهم بالصلاة والزكاة على طريق الإجمال وأحال في التفصيل على بيانه وقوله «واركعوا مع الراكعين» إنما خص الركوع بالذكر وهو من أفعال الصلاة بعد قوله «وأقيموا الصلاة» لأحد وجوه. (أحدها) أن الخطاب لليهود ولم يكن في صلاتهم ركوع وكان الأحسن ذكر المختص دون المشترك لأنه أبعد من اللبس (وثانيها) أنه عبر بالركوع عن الصلاة يقول القائل فرغت من ركوعي أي صلاتي وإنما قيل ذلك لأن الركوع أول ما يشاهد من الأفعال التي يستدل بها على أن الإنسان يصلي فكأنه كرر ذكر الصلاة تأكيدا عن أبي مسلم ويمكن أن يكون فيه فائدة تزيد على التأكيد وهو أن قوله «أقيموا الصلاة» إنما يفيد وجوب إقامتها
Page 213