[النساء: 112]. وإن شئت حملته على (ما) التي قبله كقوله تعالى:
ومآ أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به
[البقرة: 231] ولم يقل: بهما.
قوله تعالى: { وما للظالمين من أنصار }؛ أي وما للواضعين النفقة والنذر في غير موضعهما بالرياء والمعصية ونحوهما (من) أعوان يدفعون عنهم العذاب. والأنصار: جمع نصير مثل جنيب وأجناب وشريف وأشراف.
[2.271]
قوله عز وجل: { إن تبدوا الصدقات فنعما هي }؛ وذلك أنهم قالوا: يا رسول الله، من أفضل؛ صدقة السر أو صدقة العلانية؟ فأنزل الله هذه الآية. ومعناها: إن تظهروا الصدقات وتعلنوها؛ فنعما الشيء صدقة العلانية.
وأصل { فنعما هي }: فنعما ما هي؛ فوصلت وأدغمت. وكان الحسن يقرأ: (فنعما ما هي) مفصولة عن الأصل؛ أي نعمت الخصلة. و(ما) في موضع الرفع و(هي) في محل النصب كما يقول: نعما الرجل رجلا، فإذا عرفت رفعت وقلت: نعم الرجل زيد.
وقرأ أبو جعفر ونافع وشيبة وعاصم وأبو عمرو بكسر النون وجزم العين، ومثله في سورة النساء، واختاره أبو عبيدة وذلك أنها لغة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لعمرو بن العاص:
" نعم المال الصالح للرجل الصالح ".
وقرأ ابن عامر ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي وخلف بفتح النون وكسر العين. وقرأ طلحة وابن كثير وورش وحفص ويعقوب وأيوب بكسر النون والعين. وهي لغات صحيحة.
Unknown page