على صنم في الجاهلية عكف
والاعتكاف: هو حبس النفس في المسجد على عبادة الله تعالى.
واختلف العلماء في معنى المباشرة التي نهى المعتكف عنها؛ فقال قوم: هي المجامعة خاصة؛ معناه: ولا تجامعوهن وأنتم معتكفين في المساجد؛ قاله ابن عباس وعطاء والضحاك والربيع. وقال قتادة ومقاتل والكلبي: (نزلت هذه الآية في نفر من الصحابة كانوا يعتكفون في المسجد، فإذا أعرضت بالرجل منهم حاجة إلى أهله خرج إليها، فجامعها ثم يغتسل ويرجع إلى المسجد، فنهوا أن يجامعوا نساءهم ليلا ونهارا حتى يفرغوا من اعتكافهم).
وقال ابن زيد: (المباشرة: الجماع واللمس والقبلة وأنواع التلذذ). والجماع مفسد للاعتكاف بالإجماع. وأما المباشرة غير الجماع فعلى ضربين: ضرب يقصد به التلذذ بالمرأة فهو مكروه ولا يفسد الاعتكاف عند أكثر الفقهاء؛ وقال مالك: (يفسده). والضرب الثاني: ما لا يقصد به التلذذ بالمرأة؛ فهو مباح كما جاء في خبر عائشة رضي الله عنها
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل إليها رأسه فترجله وهو معتكف "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من اعتكف عشرا في رمضان كان بحجتين وعمرتين ".
قوله عز وجل: { تلك حدود الله }؛ أي المجامعة في الاعتكاف معصية: وقيل: جميع ما في هذه الآية إلى آخرها أحكام الله، { فلا تقربوها }؛ يعني المباشر في الاعتكاف. وقيل: أحكام الله لا تقربوها بالخلاف، { كذلك يبين الله } ، لكم هذه الأحكام؛ أي فهكذا يبين للناس سائر أدلته على دينه وشرائعه، وقيل: سائر أوامره ونواهيه لكي تتقوا معاصيه.
و(حدود الله) قال السدي: (شروط الله) وقال شهر بن حوشب: (فرائض الله). وقال الضحاك: (معصية الله). وأصل الحد في اللغة: المنع، وقيل منه للبواب: حداد. وقال الخليل بن أحمد: الحد: الجامع المانع، ومنه حدود الدار والأرض؛ وهي ما تمنع غيرها أن يدخل فيها غيرها. وسمي الحديد حديدا لأنه يمتنع به من الأعداء. ويقال: حدت المرأة وأحدت إذا منعت نفسها من الزينة. فحدود الله هي ما منع الله منها أو منع من مخالفتها والتعدي إلى غيرها.
قوله تعالى: { فلا تقربوها } أي فلا تأتوها، يقال: قربت من الشيء أقربه ، وقربته وقربت منه بضم الراء؛ إذا دنوت منه.
Unknown page