وقرأ الحسن وحفص وهشام ونافع: (بيتي) بفتح الياء. والباقون بإسكانها. وإضافة الله عز وجل البيت لنفسه تخصيصا وتفصيلا.
قوله تعالى: { للطائفين }؛ وهم الغرباء؛ وقوله تعالى: { والعاكفين }؛ أي المقيمين والمجاورين؛ وقوله تعالى: { والركع السجود }؛ يعني المصلين. وقيل: أراد بذلك جميع المسلمين. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن لله في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة ينزل على أهل البيت ستون للطائفين وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين ".
[2.126]
قوله تعالى: { وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا }؛ يعني مكة والحرم آمنا من الجدب والقحط، وقيل: من الحرب. قوله تعالى: { وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر }؛ لا يكون إلا ويوجد فيه أنواع الثمرات، فأحب إبراهيم أن لا يأكل طعام الله إلا الموحدون؛ فأعلمه الله أن لا يخلق خلقا إلا يرزقه، فذلك قوله تعالى: { قال ومن كفر فأمتعه قليلا }؛ أي سأرزقه في الدنيا يسيرا. قيل: خشي إبراهيم أن لا يستجاب له في الرزق كما لم يستجب له في الإمامة؛ فخض المؤمنين في المسألة في الرزق، فأعلمه الله أن المؤمن والكافر في الرزق سواء.
قوله تعالى: { من آمن منهم } في موضع نصب بدل من { أهله } بدل بعض من كل كقوله تعالى:
ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
[آل عمران: 97]. وقوله تعالى: { ومن كفر فأمتعه قليلا }؛ أي فسأرزقه إلى منتهى أجله. قرأ ابن عامر: (فأمتعه) بفتح الألف وجزم العين، (ثم أضطره) موصولة الألف مفتوحة الراء على جهة الدعاء من إبراهيم عليه السلام، وقرأ الباقون بالتشديد. وقوله تعالى: { ثم أضطره إلى عذاب النار }؛ أي ألجئه إلى عذاب النار في الآخرة، { وبئس المصير }؛ أي بئس المرجع يصير إليه.
واختلفوا في مكة: هل كانت حرما آمنا قبل دعاء إبراهيم؛ أم صارت كذلك بدعائه؟ قيل: إنما صارت كذلك بدعائه، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة "
Unknown page