210

Tafsir Jalinus Li Fusul Abuqrat

شرح جالينوس لفصول أبقراط بترجمة حنين بن إسحق

قال جالينوس: كما أن أكثر من فسر هذا الكتاب قد بين عن نفسه في مواضع أخر كثيرة أنه لا خبر له بعلم أبقراط وخذقه بهذه الصناعة، كذلك قد بينوا عن أنفسهم ذلك في تفسيرهم لهذا الفصل. وذلك أنهم ظنوا أن أبقراط إنما استثنى في هذا الفصل فقال «وسائر العلامات تكون (932) على هذا القياس»، وهو يريد أن العلامات التي تؤخذ (933) من النوم أو من اليقظة (934) أو من التنفس (935) أو من الاضطجاع أو من النهوض أو من (936) غير ذلك مما أشبهه مما وصفه في كتاب تقدمة المعرفة إذا ظهرت كلها على ما ينبغي أن يكون دلت PageVW6P074B على أن البحران يكون في اليوم السابع، وهم عندي قد جهلوا في ذلك أعظم أصول تقدمة المعرفة وجملها. وذلك أن المرضي قد يسهرون في أكثر الأمر ويقلقون وتشتد بهم الحمى ويثقلون كلما قربوا (937) من يوم (938) البحران. وكثير منهم يتغير نفسهم بالقرب من البحران. فليس إذا يحتاج إلى (939) العلامات التي ظهرت في البول أن يكون خلو من هذه الأعراض التي وصفت حتى يصح الرجاء للبحران الكائن فيما بعد، لكنه إنما عنى بقوله أن سائر العلامات تكون على هذا القياس علامات PageVW0P022A أخر كثيرة تظهر كثيرا أكثر مما تظهر هذه العلامات التي وصفت (940) مما لا يشبه أن يكون عرف شيئا منها القوم الذين أقدموا على تفسير كتب أبقراط، قبل أن يتعلموا ويستوعبوا (941) جميع علمه وحذقة بهذه الصناعة. وذلك أن اليوم الرابع يوم إنذار، كما قد خبر بذلك أبقراط، وهو يدل كيف تكون الحال في اليوم السابع، فكل علامة ذات قدر تظهر فيه لم تكن ظهرت قبله تدل على النضج فهي تدل على البحران الكائن في اليوم السابع، فليس إذا الغمامة الحمراء التي تظهر فيه فقط ولم تظهر قبله تدل على البحران الكائن في السابع، لكن الغمامة البيضاء أحرى أن تدل على ذلك. وأولى منها بالدلالة على ذلك السحاب الأبيض المتعلق في وسط من البول إذا كان مستويا مجتمعا. وإن (942) كان المرض سريع الحركة جدا فإن تغير اللون وحده وتغير القوام يكون في (943) كل واحد منهما دلالة كافية على البحران الكائن في السابع. من ذلك أن البول الرقيق إذا غلظ في الرابع غلظا معتدلا والبول الأبيض أن أصغر فيه حتى يصير أترنجيا (944) فيمن (945) حاله من المرض الحال التي وصفت. فإنه ينذر ببحران كائن في السابع فذكر ابقراط علامة واحدة باسمها وهي الغمامة (946) الحمراء. وأمر أن يفهم أمر (947) سائر العلامات التي تدل على البحران المزمع بأن يكون على حسب ما رسمه أبقراط (948) لنا فيها. وتلك العلامات هي العلامات التي تحدث في الأيام التي نسميها أيام الإنذار (949) مما يظهر في البول أو في (950) البراز أو في (951) البصاق. فإن هذه العلامات كلها تدل دائما على بحران يحدث، إلا أنها لا تدل دائما على أن ذلك البحران يكون محمودا. وليس يدل على البحران المحمود إلا علامات النضج فقط إذا ظهرت في أيام الإنذار (952). فهذا هو معنى قوله في هذا الفصل وإنما ذكر الغمامة الحمراء دون غيرها لأن هذه العلامة علامة نادرة، لأن الغمامة البيضاء كثيرا ما تظهر وهي من أبين العلامات الدالة على النضج. PageVW6P075A وأما الغمامة الحمراء فقليلا (953) ما تظهر ولو (954) لا أن أبقراط فيما أحسب قال في هذا الفصل إنها أيضا إذا ظهرت في يوم إنذار دلت على بحران كائن لما كان أحد يرى أن لها هذه القوة إذا كان اللون الأحمر يدل على سلامة، إلا أنه يدل مع ذلك على أن المرض أزيد طويلا. فقد قال أبقراط فيه في كتاب تقدمة المعرفة قولا بهذا الافظ «فإن كان البول مائلا إلى الحمرة القانية وكان الثقل الراسب فيه بذلك اللون ومع (955) ذلك أملس فإنه يدل على أن المرض أطول من الأول إلا أنه سليم جدا». وقد ينبغي أن تنظر وتستقصي النظر هل هذه الغمامة إذا ظهرت في اليوم الرابع تدل على أن البحران يكون في السابع، فإن ظهرت في غير الرابع من أيام الإنذار لم تدل على بحران كائن في اليوم الذي ينذر به ذلك اليوم أم الأمر على (956) خلاف ذلك. وقولي «ينبغي أن تنظر في هذا» إنما عنيت به أنه ينبغي أن تتفقد وترتصد (957) في المرضى (958). وذلك أنه قد يمكن على طريق القياس أن يحتج في القولين جميعا إلا أن الحجة في أن هذه العلامة لا تنذر بالبحران إذا ظهرت في غير الرابع على مثال ما ينذر إذا ظهرت فيه أصح وأقوى إلا أن يكون المرض يتحرك حركة سريعة جدا. PageVW0P022B وذلك أن هذه العلامة إذا ظهرت في اليوم الرابع فما يأتي بعد ظهورها من الزمان إلى حلول السابع مساوي (959) لما (960) مضى منه قبل ظهورها وكذلك (961) قد يمكن أن يدل على بحران يكون في السابع. فأما (962) متى ظهرت هذه العلامة في اليوم الحادي عشر فلا يكاد فيما أرى أن يكون إنما يحتاج إلى ثلاثة أيام فقط حتى يحل البحران لكن قد يحتاج من الأيام إلى ما هو أكثر من ذلك. وذلك أن من أصح الأشياء أن هذا اللون متى ظهر دل على فضل تأخير من انقضاء المرض. وقد رأيت مرارا ليست (963) بالكثيرة هذه العلامة قد ظهرت في أيام أخر غير الرابع. فمن ظهرت فيه (964) في السابع أتاه البحران في اليوم الرابع عشر، ومن (965) ظهرت فيه في اليوم الرابع عشر أتاه البحران في اليوم العشسرين. وقد رأيت من ظهرت فيه هذه العلامة في اليوم الحادي عشر فأتاه البحران في السابع عشر، ورأيت أخر ظهرت فيه هذه العلامة في اليوم الحادي عشر فأتاه البحران في اليوم العشرين.

72

[aphorism]

قال أبقراط: PageVW6P075B إذا كان البول ذا مستشف (966) أبيض فهو رديء وخاصة في أصحاب (967) الحمى التي مع ورم الدماغ.

[commentary]

Page 760