Tafsir Jalalayn
تفسير الجلالين
Publisher
دار الحديث - القاهرة
Edition Number
الأولى
سورة الفاتحة
مكية سبع آيات بالبسملة إن كانت منها والسابعة صراط الذين إلى آخرها وإن لم تكن منها فالسابعة غير المغضوب إلى آخرها ويقدر في أولها قولوا ليكون ما قبل إياك نعبد مناسبا له بكونها من مقول العباد بسم الله الرحمن الرحيم
Unknown page
{الحمد لله} جملة خبرية قصد بها الثناء على الله بمضمونها على أنه تعالى مالك لجميع الحمد من الخلق أو مستحق لأن يحمدوه والله علم على المعبود بحق {رب العالمين} أي مالك جميع الخلق من الإنس والجن والملائكة والدواب وغيرهم وكل منها يطلق عليه عالم يقال عالم الإنس وعالم الجن إلى غير ذلك وغلب في جمعه بالياء والنون أولي العلم على غيرهم وهو من العلامة لأنه علامة على موجده
Unknown page
{الرحمن الرحيم} أي ذي الرحمة وهي إرادة الخير لأهله
Unknown page
{مالك يوم الدين} أي الجزاء وهو يوم القيامة وخص بالذكر لأنه لا ملك ظاهرا فيه لأحد إلا لله تعالى بدليل لمن الملك اليوم لله ومن قرأ مالك فمعناه مالك الأمر كله في يوم القيامة أو هو موصوف بذلك دائما كغافر الذنب فصح وقوعه صفة لمعرفة
Unknown page
{إياك نعبد وإياك نستعين} أي نخصك بالعبادة من توحيد وغيره ونطلب المعونه على العبادة وغيرها
Unknown page
{اهدنا الصراط المستقيم} أي أرشدنا إليه ويبدل منه
Page 2
{صراط الذين أنعمت عليهم} بالهداية ويبدل من الذين بصلته {غير المغضوب عليهم} وهم اليهود {ولا} وغير {الضالين} وهم النصارى ونكتة البدل إفادة أن المهتدين ليسوا يهودا ولا نصارى والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم = 2 سورة
البقرة
مدنية مائتان وست أو سبع وثمانون آية بسم الله الرحمن الرحيم
Page 3
{الم} الله أعلم بمراده بذلك
Page 3
{ذلك} أي هذا {الكتاب} الذي يقرؤه محمد {لا ريب} لا شك {فيه} أنه من عند الله وجملة النفي خبر مبتدؤه ذلك والإشارة به للتعظيم {هدى} خبر ثان أي هاد {للمتقين} الصائرين إلى التقوى بامتثال الأوامر واجتناب النواهي لاتقائهم بذلك النار
Page 3
{الذين يؤمنون} يصدقون {بالغيب} بما غاب عنهم من البعث والجنة والنار {ويقيمون الصلاة} أي يأتون بها بحقوقها {ومما رزقناهم} أعطيناهم {ينفقون} في طاعة الله
Page 3
{والذين يؤمنون بما أنزل إليك} أي القرآن {وما أنزل من قبلك} أي التوراة والإنجيل وغيرهما {وبالآخرة هم يؤقنون} يعلمون
Page 4
{أولئك} الموصوفون بما ذكر {على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} الفائزون بالجنة الناجون من النار
Page 4
{إن الذين كفروا} كأبي جهل وأبي لهب ونحوهما {سواء عليهم أأنذرتهم} بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه {أم لم تنذرهم لا يؤمنون} لعلم الله منهم ذلك فلا تطمع في إيمانهم والإنذار إعلام مع تخويف
Page 4
{ختم الله على قلوبهم} طبع عليها واستوثق فلا يدخلها خير {وعلى سمعهم} أي مواضعه فلا ينتفعون بما يسمعونه من الحق {وعلى أبصارهم غشاوة} غطاء فلا يبصرون الحق {ولهم عذاب عظيم} قوي دائم
Unknown page
ونزل في المنافقين {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر} أي يوم القيامة لأنه آخر الأيام {وما هم بمؤمنين} روعي فيه معنى من وفي ضمير يقول لفظها
Unknown page
{يخادعون الله والذين آمنوا} بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية {وما يخدعون إلا أنفسهم} لأن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة {وما يشعرون} يعلمون أن خداعهم لأنفسهم والمخادعة هنا من واحد كعاقبت اللص وذكر الله فيها تحسين وفي قراءة وما يخدعون
1 -
Page 4
{في قلوبهم مرض} شك ونفاق فهو يمرض قلوبهم أي يضعفها {فزادهم الله مرضا} بما أنزله من القرآن لكفرهم به {ولهم عذاب أليم} مؤلم {بما كانوا يكذبون} بالتشديد أي نبي الله وبالتخفيف أي قولهم آمنا
1 -
Page 4
{وإذا قيل لهم} أي لهؤلاء {لا تفسدوا في الأرض} بالكفر والتعويق عن الإيمان {قالوا إنما نحن مصلحون} وليس ما نحن فيه بفساد قال الله تعالى ردا عليهم
1 -
Page 4
{ألا} للتنبيه {إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} بذلك
Page 4
1 -
Page 5