168

Tafsir Isharat

الاشارات والتنبيهات

Investigator

سليمان دنيا

Publisher

دار المعارف - مصر

Edition Number

الثالثة

وبيانه أنه إذا أخذ مع لاحق شخصي مخصص كما في قولنا هذا الإنسان كان موضوعا لمخصوصه

وإن أخذ مع لاحق يقتضي عمومه ووقوعه على الكثرة فلا يخلو

إما أن ينظر إلى تلك الطبيعة من حيث يقع على الكثرة أو ينظر إلى الكثرة من حيث تلك الطبيعة مقولة عليها

والأول هو الكلي العقلي

والثاني إن كان حاصرا لجميع ما هي مقولة عليها أي يكون المراد كل واحد واحد مما يقال عليه (ج) أو يوصف ب (ج) كان كليا موجبا وإلا فجزئيا موجبا

والفاضل الشارح فهم من الكلية معنى الكل فأورد الفرق بين الكل والكلي بما قيل من أن

الكل متقوم بالأجزاء غير محمول عليها والكلي مقوم للجزئيات محمول عليها

وأن الأجزاء محصورة والجزئيات بخلافها

وغير ذلك مما هو مذكور في مواضعه

وأورد أيضا الفرق بين الكل وكل واحد بأن

كل واحد من العشرة ليس بعشرة

والكل عشرة

ولفظه في هذا المثال يفيد التبعيض

وفي قولنا كل واحد من (ج) يفيد التبيين

فهذا المثال يشتمل على مغالطة بحسب اشتراك الاسم

والمثال الصحيح أن يقال مثلا كل واحد من الناس شخص واحد وليس كل الناس شخصا واحدا

وأما الأحكام الإيجابية

فأولها أنا نعني بكل (ج) كل ما يقال له ج ويوصف ب (ج) لا ما هو طبيعة (ج) نفسها كما في المهملات وذلك لأن لفظ كل ينضاف إليها هناك

Page 281