88

Tafsir Gharib

تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

Investigator

الدكتورة

Publisher

مكتبة السنة-القاهرة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٥ - ١٩٩٥

Publisher Location

مصر

مشدد هم الَّذين تعلوا أَصْوَاتهم فِي حروبهم وَأَمْوَالهمْ ومواشيهم يُقَال فد الرجل يفد فديدا إِذا اشْتَدَّ صَوته وَقيل الفدادون المكثرون من الْإِبِل وهم جُفَاة أهل خُيَلَاء وَمِنْه الحَدِيث إِن الأَرْض تَقول للْمَيت رُبمَا مشيت عَليّ فدادا أَي ذَا خُيَلَاء لِكَثْرَة مَالك وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس الفدادون الجمالون والرعيان والبقارون والحمارون لِكَثْرَة اشتغالهم بذلك وتركهم لذكر الله تَعَالَى وَقَالَ أَبُو عَمْرو هُوَ فِي الْفَدادِين بِالتَّخْفِيفِ وَالْوَاحد فداد مشدد وَهِي الْبَقر الَّتِي يحرث بهَا وَأَهْلهَا أهل جفَاء لبعدهم عَن الْأَمْصَار والتأدب فِيهَا وَقَالَ أَبُو بكر أَرَادَ فِي أَصْحَاب الْفَدادِين فَحذف الْأَصْحَاب وَأقَام الْفَدادِين مقامهم كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿واسأل الْقرْيَة﴾ أَي أهل الْقرْيَة إِلَّا أَنه قَالَ عِنْد أصُول أَذْنَاب الْإِبِل فِي ربيعَة وَمُضر وَلَعَلَّ ذَلِك قبل أَن يسلمُوا أَو يدخلُوا بِالْهِجْرَةِ فِي معرفَة اداب الْإِسْلَام إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت لَيْسَ هَذَا على الْإِبَاحَة وَإِنَّمَا هُوَ على التوبيخ لترك الْحيَاء الْجَوَاز والتجاوز الْمُسَامحَة وَترك المناقشة فِي الِاقْتِضَاء والاستيفاء وَكله تجَاوز الْأَخْذ عَن الْحق وَاسْتِيفَاء الْوَاجِب إِلَى تَركه وَالْعَفو عَنهُ لفحته النَّار أَصَابَهُ حرهَا ولهبها النَّاقة المخطومة المزمومة بالخطام وَإِنَّمَا سمي خطاما لِأَنَّهُ يَقع على

1 / 120