329

Tafsir Gharib

تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

Investigator

الدكتورة

Publisher

مكتبة السنة-القاهرة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٥ - ١٩٩٥

Publisher Location

مصر

إِذا كَانَت فِي مَوضِع مخصب لَا تعدم فِيهِ مَا تريده من الانبساط والتنعم وَفِي حَدِيث اخر وَذَلِكَ ليعذر من نَفسه أَي لتقوم الْحجَّة عَلَيْهِ بِشَهَادَة أَعْضَائِهِ عَلَيْهِ يُقَال أعذر فلَان من نَفسه إِذا أُتِي من نَفسه كَأَنَّهَا هِيَ الَّتِي قَامَت بِعُذْر من لامها وَمن ذَلِك قَوْله لن يهْلك النَّاس حَتَّى يعذروا من أنفسهم أَي حَتَّى تكْثر ذنوبهم وعيوبهم فتقوم الْحجَّة عَلَيْهِم وَيكون الْعذر وَاضحا لمن يعاقبهم قَوْله لَا يبغض الْأَنْصَار رجل يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الاخر ظن بَعضهم أَن هَذَا معَارض لقَوْله من هم بسيئة فَلم يعملها لم تكْتب عَلَيْهِ فَإِن عَملهَا كتبت عَلَيْهِ وَلَيْسَ هَذَا من ذَلِك فِي شَيْء لِأَن هَذَا من عمل الْقلب لَا يفْتَقر إِلَى إِظْهَاره وَإِنَّمَا إِظْهَاره زِيَادَة فِي الْإِثْم وَذَلِكَ لِأَن هم الْقلب لَا يعزم عَلَيْهِ وَلَا ظهر بِهِ الْفِعْل المفتقر إِلَى إِظْهَاره فَإِذا عزم الْقلب على أَمر لَا يفْتَقر إِلَى إِظْهَاره وَاسْتمرّ عَلَيْهِ كتب عَلَيْهِ وَمن ذَلِك قَوْله تَعَالَى ﴿وَمن يرد فِيهِ بإلحاد بظُلْم نذقه من عَذَاب أَلِيم﴾ فقد توعده الله ﷿ على النِّيَّة الْفَاسِدَة الَّتِي عزم عَلَيْهَا من الْإِلْحَاد فِي الْحرم وَأوجب لَهُ على هَذِه الْإِرَادَة الْعَذَاب الْأَلِيم دون ظُهُور الْفِعْل والهم بالشَّيْء دون تَحْقِيق لَهُ واستمرار عَلَيْهِ لمَم وَقد عُفيَ عَن اللمم إِلَّا أَن يكون قد تقدم لَهُ فعل شَيْء من جنس ذَلِك الْفِعْل الَّذِي يهم الان بِهِ فَهَذَا يُسمى مصرا وَله حكم الْمصر وَقد ذكر بعض هَذَا الْمَعْنى

1 / 361