100

Tafsir Gharib

تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

Investigator

الدكتورة

Publisher

مكتبة السنة-القاهرة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٥ - ١٩٩٥

Publisher Location

مصر

هَذِه الثَّمَانِية وَالْعِشْرين مَعَ انْقِضَاء السّنة فَكَانَت الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا سقط مِنْهَا نجم وطلع اخر قَالُوا لَا بُد من أَن يكون عِنْد ذَلِك مطر فينسبون كل غيث يكون عِنْد ذَلِك إِلَى النَّجْم فَيَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا قَالَ وَإِنَّمَا سمي نوءا لِأَنَّهُ إِذا سقط السَّاقِط مِنْهَا بالمغرب ناء الطالع بالمشرق ينوء نوءا وَذَلِكَ النهوض هُوَ النوء فَسُمي النَّجْم بِهِ قَالَ وَقد يكون النوء السُّقُوط قَالَ شمر وَلَا تستنيء الْعَرَب بهَا كلهَا وَإِنَّمَا تذكر بالأنواء بَعْضهَا قَالَ وَكَانَ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول لَا يكون نوء حَتَّى يكون مَعَه مطر وَإِلَّا فَلَا نوء ويثنى وَيجمع فَيُقَال نوان وأنواء قَالَ والساقطة فِي الْمغرب هِيَ الأنواء والطالعة فِي الْمشرق هِيَ البوارح قَالَ وَإِنَّمَا غلظ النَّبِي ﷺ القَوْل مِمَّن يَقُول مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا لِأَن الْعَرَب كَانَت تَقول إِنَّمَا هُوَ فعل النَّجْم وَلَا يجعلونه سقيا من الله ﷿ وَأما من قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا وَلم يرد هَذَا الْمَعْنى وَإِنَّمَا أَرَادَ مُطِرْنَا فِي هَذَا الْوَقْت فَذَلِك جَائِز كَمَا جَاءَ عَن عمر ﵁ أَنه استسقى بالمصلى ثمَّ قَالَ للْعَبَّاس كم بَقِي من نوء الثريا فَقَالَ إِن الْعلمَاء بهَا يَزْعمُونَ أَنَّهَا تعترض فِي الْأُفق سبعا بعد وُقُوعهَا فوَاللَّه مَا مَضَت تِلْكَ السَّبع حَتَّى غيث النَّاس وَأَرَادَ كم بَقِي من الْوَقْت الَّذِي قد جرت الْعَادة أَنه إِذا تمّ أَتَى الله بالمطر جهزت فلَانا لسفر أَو لغزو إِذا هيأت جهاز قَصده وَمَا يصلح لَهُ فِيهِ

1 / 132