Tafsir Bayan Sacada
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Genres
قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا
[الأنعام:151]، وفى سورة بنى اسرائيل:
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا
[الإسراء: 23]، والوالدان الجسمانيان بمظهريتهما ومناسبتهما للوالدين الروحانيين وكثرة حقوقهما وشفقتهما على الاولاد وتحملهما للزحمات الشاقة مثل الروحانيين فى التعظيم والاشفاق والاحسان، ويعلم أيضا أن الاحسان الى الوالدين الروحانيين احسان الى نفسه، وان الطاعات كلما كانت أتم وأكثر كان الاحسان الى الوالدين أتم وأكثر؛ فان الطاعات احسان الى ذاته التى هى ظهور والده؛ وكلما كان سببا لشدة ظهور الوالد فى الولد كان احسانا الى الوالد لانه يفيد سعة الوالد بحسب المظاهر.
ويستفاد مما ذكر وجه كون النبى (ص) أولى بالمؤمنين من أنفسهم وكونه (ص) مع على (ع) أبوين لهذه الامة بحسب مرتبة الصدر والقلب، وأما بحسب الجسد فانه ان كان بما هو منفصلا عن الغير غير اولى به وغبراب له فهو بما هو مستنير بنور الصدر والقلب محكوم بحكمهما واولى بالمؤمنين من أنفسهم وأب لهم، ولذلك صارت أزواجه اللاتى هن ازواج مرتبة بدنه أمهاتهم وبتلك الاستنارة والمحكومية سرى بجسده الى عالم الارواح، وكان يبصر من خلفه كما كان يبصر ببصره، ولم يكن له ظل، ولو لم يكن هذه المحكومية والمغلوبية لم يظهر على جسده حكم الروح روى عن رسول الله (ص) انه قال:
" افضل والديكم وأحقهما لشكركم محمد (ص) وعلى (ع) "
، وقال على بن ابي طالب (ع) سمعت رسول الله (ص) يقول:
" انا وعلى أبوا هذه الامة ولحقنا عليهم أعظم من حق أبوى ولادتهم، فانا ننقذهم ان اطاعونا من النار الى دار القرار، ونلحقهم من العبودية بخيار الاحرار "
، والاحسان اليهما والى سائر من أمر الله باحسانهم أما بحسن صحابتهم والتواضع لهم واظهار الرحمة عليهم، او بالخدمة لهم والسعى فى حاجاتهم وقضائها ودفع الاذى عنهم، او بالسؤال عن الله والدعاء لهم، او بحفظهم فى عرضهم وعيالهم واموالهم فى غيابهم.
{ وذي القربى } اى لهما او لكم ويظهر مما مر أنه لا اختلاف بينهما وانه لا اختصاص لذى القربى بالمرتبة الجسمانية بل يعمها وغيرها من المراتب الروحانية؛ قال رسول الله (ص)
Unknown page