244

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Genres

[4.158]

{ بل رفعه الله إليه } اختلاف اليهود والنصارى فى مولد عيسى (ع) وفى قتله وصلبه ورفعه الى السماء ونزوله منها علاوة على ما ذكر ههنا وعلى ما ذكر فى سورة آل عمران معروف مسطور فى التواريخ، ولا غرابة فى رفعه ببدنه العنصرى لغلبة الملكوت على الملك، وانكار الفلسفى والطبيعى غير مسموع فى مقابل المشهود، والتأويل بأن المقتول والمصلوب هو بدنه الدنيوى وهو بما هو ليس بعيسى (ع) بل متشبه به، والمرفوع هو بدنه الملكوتى وروحه عنهم معروف، ولكن بعد امكان غلبة - الملكوت على الملك بحيث يعطى الملك حكمه لا حاجة لنا الى هذا التأويل بل نقف على ظاهر ما ورد فى التنزيل والاخبار { وكان الله عزيزا } لا يغلب فيقتل نبيه (ع) على خلاف ارادته، اولا يغلب فى مظاهر خلفائه، وما يتراءى من القتل والاذى لهم انما هو بالنسبة الى بدنهم العنصرى وهو سجن لهم ولباس لأنفسهم، وقوله تعالى { حكيما } اشارة اليه يعنى ان وقع على سجنهم ولباسهم تصرف من الاعداء فهو ايضا بحكمه.

[4.159]

{ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } يعنى ما احد من اهل الكتاب الا ليؤمنن بعيسى (ع) قبل موته حين احتضاره او قبل موت عيسى (ع) او قبل موته حين نزول عيسى (ع) من السماء مع مهدى هذه الامة، لكن نقول فى بيان ما هو المقصود انه صرف الكلام عن حكاية حال اهل الكتاب متوجها الى المقصود مخاطبا لحبيبه محمد (ص) فى حبيبه على (ع) تسلية له (ص) فقال: ان فعلوا كل ما فعلوا فلا تحزن فانهم وجميع اهل الارض يؤمنون به قبل موتهم فانه ما من احد يموت الا ويرى عليا (ع) حين موته ويكون رؤيته راحة لهم او نقمة لهم، ونسب اليه عليه السلام:

يا حار همدان من يمت يرنى

من مؤمن او منافق قبلا

يعرفنى طرفه وأعرفه

بعينه واسمه وما فعلا

والسر فيه ان حال الاحتضار يرتفع الحجاب ويشاهد المحتضر الملكوت، واول ما يظهر من الملكوت هو الولاية السارية المقومة لكل الاشياء والاصل فيها على (ع) وكل الانبياء والاولياء من السلف والخلف أظلاله فاول ما يظهر هو الولاية المطلقة فيؤمن الكل بها، والاخبار فى ان المعنى ما من كتابى الا ليؤمنن قبل موته بمحمد (ص) وعلى (ع) كثيرة، وفى خبر: هذه نزلت فينا خاصة، وحاصل ذلك الخبر انه ما من ولد فاطمة احد يموت حتى يقر للامام بامامته، وما ورد فى تفسيره من الايمان بمحمد (ص) او بعيسى (ع) او بالمهدى (ع) كلها راجع الى الايمان بعلى (ع) فان الكل ظهور الولاية الكلية وهو المتحقق بها { ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا } يعنى عيسى (ع) او المنظور منه تسلية اخرى لمحمد (ص) بان عليا (ع) يكون يوم القيامة شاهدا على اهل الكتاب وعلى منافقى امته فيشهد عليهم بما فعلوا.

[4.160]

Unknown page