Tafsir Bayan Sacada
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Genres
{ إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين } فلا تخرجوا بكفركم عن تحت قدرته وتصرفه { وكان الله على ذلك قديرا } روى انه لما نزلت هذه الآية
" ضرب النبى (ص) يده على ظهر سلمان (ره) وقال: هم قوم هذا "
يعنى عجم الفرس، والمراد انه شاء ذلك ويأتى لا محالة بآخرين وهم قوم هذا.
[4.134]
{ من كان يريد ثواب الدنيا } بترك التقوى والكفر بالله فليطلبه بالتقوى وطاعة الله حتى يحصل له ثواب الدنيا مع ثواب الآخرة فان من كانت الآخرة همته كفاه الله همته من الدنيا { فعند الله ثواب الدنيا والآخرة } فهو جواب لما عسى ان يقال: ان تارك التقوى لا يلتفت فى طاعته وتركه الى حاجة لله اليه فى شيء مما ذكر بل يريد ثواب الدنيا ويظن انه لا يحصل بالتقوى ولذا اتى به مفصولا لا موصولا بالعطف { وكان الله سميعا بصيرا } فاذا اطاعوا واتقوا وطلبوا قالا او حالا يسمعهم ويجيبهم، واذا لم يطلبوا وكان غرضهم ذلك او لم يكن غرضهم ذلك ولكن كان حاجتهم اليه يبصر اغراضهم ومقدار حاجاتهم فيعطيهم من ثواب الدنيا ايضا.
[4.135]
{ يا أيها الذين آمنوا } على يد محمد (ص) بالبيعة العامة وقبول الدعوة الظاهرة { كونوا قوامين } اثبتوا على هذا الوصف فان تخليل الكون للدلالة على الثبات والدوام، والقوام الخارج عن الاعوجاج والمخرج نفسه وقواه وغيره عنه فانه يستفاد من المبالغة السراية الى الغير كما فى الظهور او هو مأخوذ من قام عليه وبأمره اذا اصلحه { بالقسط } اى بالعدل فانه بسبب التسوية بين طرفى الافراط والتفريط فى النفس وبسبب تساوى طرفى النزاع عند النفس فى النزاع الخارجى يمكن الخروج والاخراج عن الاعوجاج ويجوز تعلقه بقوله تعالى { شهدآء } متحملين ومؤدين للشهادة خبر بعد خبر تفسير للاول او حال كذلك { لله } لطلب رضا الله اوفى شهادات الحسبة لان فيها صاحب الحق هو الله، او لله باعتبار مظاهره وخلفائه ولا سيما اتم مظاهره الذى هو على (ع) والآية عامة لكن المقصود والعمدة هو هذا فانها توصية وتوطئة لتحمل الشهادة لعلى (ع) حين التمسه النبى (ص) منهم بقوله:
" رحم الله امرء سمع فوعى "
، ولأداء الشهادة لعلى (ع) حين التمسه عنهم بقوله،
" الا فليبلغ الشاهد منكم الغائب "
Unknown page