223

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Genres

{ وإذا لآتيناهم من لدنآ أجرا عظيما } لانه باب رحمتنا فلا يرد من اتاه خائبا.

[4.68]

{ ولهديناهم صراطا مستقيما } فان الندم عن خلافهم معه وطلب المغفرة منه يوجب شمول رحمتنا لهم، وبشمول رحمتنا يستحقون الايمان والتوبة الخاصة على يده، وحينئذ يقبلهم ويتوب عليهم ويأخذ منهم البيعة الخاصة الولوية، ويفتح لهم بابا الى الصراط المستقيم الذى هو صراط القلب بل الطريق الى الحضور عنده الذى هو الحضور عند الله.

[4.69]

{ ومن يطع الله والرسول } بقبول امرهما فى على (ع)، فاذا قبل ما قالا فى على (ع) رجع اليه والتجأ اليه، ومن التجأ اليه عن صدق صار مقبولا عنده، ومن صار مقبولا عنده رحمه واخذ البيعة وميثاق الله منه وادخله فى ولايته، ومن ادخله على (ع) فى ولايته { فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم } فان النعمة الحقيقية هو على (ع) وولايته فما بلغ من بلغ النبوة وكمالاتها الا بولاية على (ع)، وما ابتلى من ابتلى منهم الا بالوقوف فى ولاية على (ع) { من النبيين والصديقين والشهدآء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } والنبى هو انسان اوحى اليه بشيء، والصديق هو الذى خرج عن الاعوجاج قولا وفعلا وعقيدة وخلقا بحيث لا يبقى فيه اعوجاج ويخرج غيره ايضا عن الاعوجاج فان المبالغة تقتضى ذلك والمراد بهم الاوصياء الذين صاروا كاملين فى أنفسهم مكملين لغيرهم، والشهداء هم الذين شهدوا الغيب بالسلوك او بالجذب ووصلوا الى مقام القلب وحضروا عند ربهم فى الولاية الذى هو على (ع)، او المراد بهم الذين استشهدوا فى الجهاد، والصالحين ههنا هم الذين توسلوا بالولاية ولم يبلغوا مقاما فيها لكن سلكوا عن صدق.

[4.70]

{ ذلك الفضل من الله } ترغيب للناس وتحريص لهم على الولاية، وبشارة للمؤمنين بان الفضل الذى ينبغى ان يتنافس فيه ولا فضل سواه هو ذلك الترافق فمن طلب الفضل فليتول عليا (ع) وليدخل فى ولايته بالبيعة له { وكفى بالله عليما } بمقدار استحقاقكم وسلوككم فى طريق ولايته فيتفضل عليكم بقدر طاعتكم وسلوككم فلا يكتف من بايع عليا (ع) بالبيعة الولوية بمحض البيعة وليطلب زيادة الفضل والدرجة العليا.

[4.71]

{ يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم } بعد ما ذكر المنافقين وحالهم ومآلهم والموافقين وحالهم ومآلهم، نادى المؤمنين شفقة بهم وحذرهم عن صد المنافقين اياهم فأمرهم باخذ الحذر وهو التيقظ والتهيوء للعدو وقد يستعمل فى السلاح وهو ما به التيقظ والاستعداد، فان كان المراد بالمؤمنين الذين بايعوا البيعة العامة التى هى الاسلام فالمراد بالحذر الظاهر الاسلحة للجهاد الصورى وبالحذر الباطن التمسك بقول محمد (ص) فى على (ع) والتذكر له مداما كما قال (ص) فى خطبته قبل القاء ولاية على (ع) عليهم توصية لهم: رحم الله امرء سمع فوعى فوصاهم بالحفظ وان كان المراد بهم الذين بايعوا عليا (ع) وتابوا على يده ودخل بنفخته الايمان فى قلوبهم وهو الايمان حقيقة فالمراد بالحذر الصورى الاسلحة ايضا والمراد بالحذر الباطنى الصلوة التى علمها اياهم فانها تنهى عن الفحشاء والمنكر. وانها السلاح الذى تردع الشياطين الجنية والانسية عن باب الله الذى هو الولاية { فانفروا } الى الجهاد الصورى الجلى مع الكفرة او الصورى الخفى مع المنافقين المبطئين، او الى الجهاد الباطنى مع اعدائكم الباطنية المبطئين لكم عن سلوككم ورجوعكم الى باب القلب والحضور عند على (ع) فى بيت القلب { ثبات } جمع الثبة بضم الثاء بمعنى الجماعة والمعنى انفروا متدرجين كما هو شأن الحازمين فى الغزو الظاهرى وشأن السالكين فى الغزو الباطنى { أو انفروا جميعا } مجتمعين كما هو شأن المتجلدين المتجرئين فى الغزو الصورى وشأن المجذوبين فى النفور الباطنى ولما كان المناسب بيان حالهم من السلوك والترغيب فيه والتبطئة منه قال تعالى فى ذلك: { وإن منكم لمن ليبطئن }.

[4.72]

Unknown page