166

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Genres

هيج كافر را بخوارى منكر يد

كه مسلمان مر دنش باشد اميد

جه خبر دارى زختم عمر او

تا بكر دانى از او يكباره رو

لكن ان ماتوا على الكفر { فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا } تميز محول عن الفاعل او منصوب بنزع الخافض اى ملء الارض من ذهب { ولو افتدى به } نفسه اى ولو بالغ فى الافتداء به فان الافتعال اذا لم يفد المطاوعة يدل على المبالغة وعلى هذا فلا حاجة الى التكلف فى توجيه صحة الاتيان به هاهنا لان ما بعد لو هذه يكون اخفى افراد الشرط { أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين } واتى فى هذه بالفاء فى خبر الموصول تأكيدا للزوم الجزاء للشرط، وترك الفاء فى خبر الموصول فى القرين السابق مع انه كان اولى بالتأكيد والبسط والتغليظ لان المرتد الذى ازداد فى كفره لوضوح عقابه وشدة عذابه كأن عذابه كان من المسلمات فلا حاجة له الى التأكيد والتغليظ والبسط ولذلك اقتصر فيه على ذكر عدم قبول التوبة وكونهم من الضالين من دون ذكر عذاب وكيفية عقاب لهم بخلاف السابق عليه واللاحق به، ولذلك ولكون الضلالة من اوصافهم لا بيانا لعقابهم اتى بالعاطف فى قوله { وأولئك هم الضآلون } بخلاف قوله فى السابق { أولئك جزآؤهم أن عليهم } ، الآية، وبخلاف قوله فى اللاحق: { اولئك لهم عذاب اليم } فان الاتيان بالعاطف اشارة الى انه معطوف ومعدود من اوصافهم المعلومة وليس المقام مقام سؤال حتى يجعل جوابا لسؤال مقدر بخلاف الفقرتين الاخريين.

[3.92]

{ لن تنالوا البر } منقطع عن سابقه لفظا ومعنى او جواب لسؤال ناشئ عن سابقه كأنه بعد ما ذكر الاصناف الاربعة من المنحرفين والمرتدين والكافرين سأل سائل: بم ننال الايمان والثبات فيه ومقام الاحسان؟ - فقال: لن تنالوا البر اى الجنة او الخير او الاتساع فى الاحسان او الصدق او الطاعة او خصلة الاحسان الى الغير فان الكل معانى البر والكل مناسب لمقام السؤال { حتى تنفقوا } قد مضى معنى الانفاق فى اول سورة البقرة { مما تحبون } اى بعض ما تحبون فان الاحسان والمحبوبية للانسان لا يحصل الا بالتوسط فى الاخلاق ولما كان محبوب الانسان فى كل مرتبة شيئا غير ما فى المرتبة الاخرى ولعل محبوبه فى مرتبة يكون مبغوضا له بحسب مرتبة اخرى ومحبوب كل مرتبة لا يكون بالنسبة الى جميع الافراد محبوبا بل قد يكون محبوبا لبعض ومبغوضا لبعض آخر، وقد يكون محبوبا لشخص فى حال مبغوضا له فى حال آخر فلا يكون الانفاق ولا المنفق مخصوصا بشيء ولا واقفا على حد بل نقول: محبوب الانسان فى كل مرتبة نفسه ولوازم نفسه وموافقاتها فى تلك المرتبة والاصل فى كل انفاق ان يكون ناشئا او مورثا لانفاق شيء من انانيته حتى يكون مقبولا فان المنفق اذا انفق لابقاء انانيته او لازدياد انانيته مثل المرائى والمعجب بنفسه والمنفق لابقاء الباطل او ابطال الحق لم يكن انفاقه مقبولا ولا مورثا للبر والاحسان بل يكون مردودا ومورثا للبعد من البر { وما تنفقوا من شيء } احقر ما يكون فلا يفوت عن الله { فإن الله به عليم } فيجازيكم باضعافه فلا تخافوا من فوته وافنائه.

[3.93]

{ كل الطعام } الطعام المطعوم بالفعل او بالقوة كالبر والشعير والمراد تعميم الطعام بالاضافة الى ما قالت اليهود انه كان حراما على الانبياء السابقة لا بالنسبة الى كلما يمكن ان يطعم، وهذا رد على اليهود وجواب لانكارهم تحريم الطيبات عليهم ببغيهم فان اليهود بعد ما نزل وسمعوا قوله تعالى

فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم

Unknown page