112

Tafsīr al-ʿUthaymīn: Fuṣṣilat

تفسير العثيمين: فصلت

Publisher

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٧ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

الآيات (١٩ - ٢٤)
* * *
* قالَ اللهُ ﷿: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٩) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٠) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢١) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢٢) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾ [فُصِّلَت: ١٩ - ٢٤].
* * *
قوله تعالى: ﴿يُحْشَرُ﴾ فيها قِراءتانِ: ﴿يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ﴾ وعَلَى هذه القِراءةِ يَكونُ الفِعلُ مَبنيًّا لِما لَمْ يُسَمَّ فاعلُهُ، ﴿يُحْشَرُ﴾ يَكونُ مبنيًّا لما لم يُسَمَّ فاعلُهُ، وكلَّما رَأَيتَ فِعلًا مُضارعًا مَضمومَ الأَوَّل مَفتوحَ ما قَبْلَ الآخِرِ فهو مَبنيٌ لِما لم يُسَمَّ فاعلُهُ، فإنْ رأيتَه مَضمومَ الأوَّل فقط فلا يَكونُ مبنيًّا لِما لم يُسَمَّ فاعلُهُ؛ لأنَّ المُضارعَ من الرُّباعيِّ يَكونُ مَضمومَ الأوَّل مثل: يُقْدِمُ الرَّجلُ، يُكرِمُ الرَّجلَ وما أَشْبَهَ ذلك.
إذن هذا اللَّفظُ إِحْدى القِراءتَينِ ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ﴾ وعلى هذا فيَكونُ ﴿يُحْشَرُ﴾ فِعلًا مُضارعًا مبنيًّا لِما لم يُسَمَّ فاعلُهُ، ولاحِظْ أنَّ قولَنا لما لَمْ يُسمَّ فاعلُه أولى من قولنا مبنيٌّ للمَجهولِ؛ لأنَّه قد يَكونُ الفاعِلُ معلومًا كقولِه تعالى: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ الخالقُ اللهُ، مَعلومٌ مع أنَّ الفِعلَ مبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعلُهُ، ولهذا

1 / 116