304

Tafsīr al-ʿUthaymīn: al-Qaṣaṣ

تفسير العثيمين: القصص

Publisher

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

قَوْلُه تعالى: ﴿وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ قَالَ المُفَسِّرُ ﵀: [بِأَلْسِنَتِهِمْ مِنْ ذَلِكَ].
قوله: ﴿يُعْلِنُونَ﴾ أي: يُظهِرون، وتخصيص المُفَسِّر ﵀ الإظهارَ بالألسُن فيه قُصُور؛ لأنَّ الإعلام قَدْ يَكُونُ بِاللِّسَانِ، وَقَدْ يَكُونُ بِغَيرِهِ مِنَ الجْوَارِحِ، فقَدْ يَكُونُ بِاللِّسَانِ فيتكلم، وَقَدْ يَكُونُ بِغَيْرِهِ مِنَ الجْوَارِحِ، فيفعل بيديه أو قدميه أو عينيه، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، فهو أعمُّ مِمَّا قال المُفَسِّرُ ﵀.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: فِي هَذَا إثباتُ العِلم للَّه، وأنه شامِل لما يُسَرُّ، وَمَا يُعْلَنُ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: التَّحذير والتَّرغيب، تحذير الْإِنْسَانِ أَنْ يُضْمِرَ، أَوْ يُعلن سُوءًا؛ لِأَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ بِهِ، وترغيبُه فِي أَنْ يُضْمِرَ، أَوْ يُعْلِنَ خيرًا؛ لِأَنَّ اللَّهَ يعلمه، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا أُضمِر مِنْ خَيْرٍ، أَوْ شَرٍّ، مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَنْ يَضيع، فَهُوَ مَعْلُومٌ كَما قَالَ اللَّهُ ﵎ فِي آيَاتٍ كثيرة أَنَّهُ يَعْلَمُ، ويُخبر يَوْمَ الْقِيَامَةِ عمَّا عَمِل هؤُلاءِ.
* * *

1 / 308