202

Tafsir Al-Uthaymeen: Stories

تفسير العثيمين: القصص

Publisher

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

الْقُرُونَ﴾ وكأنه بَعدَ نُزول التَّوراة ما أُهْلِك أَحَدٌ مِنَ القُرون، وهذا الاستنباط ليس ببعيد؛ لأن الواقع يُصَدِّقُه.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ الكُتب النازلة مِنَ السَّمَاء أنَّها أنوارٌ للنَّاسِ يَهتَدونَ بهَا؛ لقوله: ﴿بَصَائِرَ لِلنَّاسِ﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن التمسُّك بشرائع اللَّه تَكُون به الرَّحْمة؛ لقوله تعالى: ﴿وَهُدًى وَرَحْمَةً﴾.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن الكُتب النازلة مِنَ السَّمَاء هيَ الَّتي بهَا الهدى مِنَ الضَّلَال؛ لقوله: ﴿وَهُدًى﴾.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أَنَّ الحِكمَةَ مِن إنزال هَذِهِ الكتب تذكِّر الناس بمَا فيهَا مِن المواعظ؛ لقوله: ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: إثبات الحكمَة في أَفعَال اللَّه ﷾، وَكَذَلكَ في شَرَائعه؛ لأن (لَعَلَّ) معناها: التَّعلِيل، والذي أنكر الحِكمة هُم الجهمية، حيث يقولون: إِنَّ اللَّه تعالى لَيسَت لَهُ حِكمة فيمَا يَفعَل وما يشاء، وإنما هو لمجرد مشيئة.
قوله تعالى: ﴿آتَيْنَا﴾ بمعنى: أعطينا.
واعلَم أَنَّ إيتاءَ اللَّه ﷾ ينقسم إلى قسمين:
إيتاءٌ شرعي: وَهُوَ مَا تعلَّق بالشرع، قَالَ تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ﴾ [التوبة: ٥٩]، فهذا إيتاءٌ شرعيٌّ، والمراد به: الصدقات.
وإيتاءٌ قَدَري: وهو ما تَعَلَّق بالكونِ والخَلق، قَالَ ﷾: ﴿آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾، فهذا إتيانٌ قَدَرِيٌّ؛ لأن إنزال القُرْآن مِن الأُمور الَّتي تتعلق بمشيئة اللَّه،

1 / 206