Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma
تفسير العثيمين: جزء عم
Publisher
دار الثريا للنشر والتوزيع
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Publisher Location
الرياض
Genres
﴿إِنَّ الَاْبْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ * وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالَاْمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ .
﴿إن الأبرار لفي نعيم﴾ هذا بيان للنهاية والجزاء ﴿إن الأبرار﴾ جمع بر وهم كثيروا فعل الخير، المتباعدون عن الشر ﴿لفي نعيم﴾ أي نعيم في القلب، ونعيم في البدن ولهذا لا تجد أحدًا أطيب قلبًا، ولا أنعم بالًا من الأبرار أهل البر، حتى قال بعض السلف: «لو يعلم الملوك، وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف»، وهذا النعيم الحاصل يكون في الدنيا وفي الآخرة، أما في الآخرة فالجنة، وأما في الدنيا فنعيم القلب وطمأنينته ورضاه بقضاء الله وقدره، فإن هذا هو النعيم الحقيقي، ليس النعيم في الدنيا أن تترف بدنيًّا، النعيم نعيم القلب ﴿وإن الفجار﴾ الفجار هم الكفار ضد الأبرار ﴿لفي جحيم﴾ أي في نار حامية ﴿يصلونها﴾ يعني يحترقون بها ﴿يوم الدين﴾ أي يوم الجزاء وذلك يوم القيامة ﴿وما هم عنها بغائبين﴾ أي لن يغيبوا عنها فيخرجوا منها كما قال الله ﵎: ﴿وما هم بخارجين منها﴾ [المائدة: ٣٧] . لأنهم مخلدون بها أبدًا - والعياذ بالله - ﴿وما أدراك ما يوم الدين.
ثم ما أدراك ما يوم الدين﴾ هذا الاستهفام للتفخيم والتعظيم يعني أي شيء أعلمك بيوم الدين؟ والمعنى أعلم هذا اليوم، وأقدره قدره ﴿يوم لا تملك نفس لنفسٍ شيئًا﴾ في يوم القيامة لا أحد يملك لأحد شيئًا لا بجلب خير ولا بدفع ضرر إلا بإذن الله ﷿ لقوله: ﴿والأمر يومئذ لله﴾ في الدنيا هناك أناس يأمرون من الأمراء، والوزراء، والرؤساء، والآباء، والأمهات، لكن في الآخرة الأمر لله عز
1 / 91