تفسير سورة الانفطار
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
﴿إِذَا السَّمَآءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ * يأَيُّهَا الإِنسَنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِى أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ * كَلَاّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَفِظِينَ * كِرَامًا كَتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ .
البسملة سبق الكلام عليها.
﴿إذا السماء انفطرت﴾ يعني انشقت كما قال الله ﵎: ﴿إذا السماء انشقت. وأذنت لربهاوحقت﴾ [الانشقاق: ١، ٢] . ﴿وإذا الكواكب انتثرت﴾ يعني النجوم صغيرها وكبيرها تنتثر وتتفرق وتتساقط لأن العالم انتهى، ﴿وإذا البحار فجِّرت﴾ أي فُجر بعضها على بعض وملئت الأرض ﴿وإذا القبور بعثرت﴾ أي أخرج ما فيها من الأموات حتى قاموا لله ﷿، فهذه الأمور الأربعة إذا حصلت ﴿علمت نفس ما قدمت وأخرت﴾ ﴿نفس﴾ هنا نكرة لكنها بمعنى العموم إذ أن المعنى: علمت كل نفس ما قدمت وأخرت، وذلك بما يُعرض عليها من الكتاب، فكل إنسان ألزمه الله طائره في عنقه ويخرج له يوم القيامة كتابًا يلقاه منشورًا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا. وفي ذلك اليوم يقول المجرمون: مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فيعلم الإنسان ما قدم وأخر، بينما هو