305

Tafsīr al-ʿUthaymīn: Juzʾ ʿAmma

تفسير العثيمين: جزء عم

Publisher

دار الثريا للنشر والتوزيع

Edition

الثانية

Publication Year

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

الرياض

Genres

وذلك أن العمل إذا لم يكن خالصًا لله فهو مردود. قال الله ﵎ في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال الله: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» (^١) . فلو قمت تصلي مراءاة للناس، أو تصدقت مراءاة للناس، أو طلبت العلم مراءاة للناس، أو وصلت الرحم مراءاة للناس أو غير ذلك. فالعمل مردود حتى وإن كان صالحًا في ظاهره. كذلك الاتباع لو أنك عملت عملًا لم يعمله الرسول ﵊ وتقربت به إلى الله مع الإخلاص لله فإنه لا يقبل منك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» (^٢) . إذًا العمل الصالح ما جمع وصفين: الأول: الإخلاص لله ﷿. والثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم. الصفة الثالثة ﴿وتواصوا بالحق﴾ أي: صار بعضهم يوصي بعضًا بالحق. والحق: هو الشرع. يعني كل واحد منهم يوصي الآخر إذا رآه مفرطًا في واجب. أوصاه وقال: يا أخي قم بالواجب، إذا رآه فاعلًا لمحرم أوصاه قال: يا أخي اجتنب الحرام، فهم لم يقتصروا على نفع أنفسهم بل نفعوا أنفسهم وغيرهم، الصفة الرابعة ﴿وتواصوا بالصبر﴾ أي: يوصي بعضهم بعضًا بالصبر، والصبر حبس النفس عما لا ينبغي فعله، وقسمه أهل العلم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: صبر على طاعة الله.
القسم الثاني: صبر عن محارم الله.
القسم الثالث: صبر على أقدار الله.

(^١) تقدم تخريجه ص (١٣٤) .
(^٢) تقدم تخريجه ص (١٣٤) .

1 / 311