Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
41

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

Publisher

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

الآية (٥) * قَالَ اللهُ ﷿: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ [الزمر: ٥]. ثم قال المُفَسِّر: [﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ مُتَعَلِّقٌ بـ ﴿خَلَقَ﴾]، هذه الآية جاءت عَقِبَ ردِّ قول من يقول: إنَّ لله وَلَدًا ليبيِّن أنَّ الخالق للسموات والأرض غنِيٌّ عن الولد ولا يحتاج إليه؛ لأنَّ الكلَّ ملكه، ولا يحتاج للولد إلا من كان غيرَ مالكٍ تمامَ المِلك. قوله: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ﴾ السموات جمع: سَماء، والسَّماء تطلَق على معنيين: المعنى الأول: العُلُوُّ وإن كان دون السَّموات. والمعنى الثاني: السَّموات المعروفة، السقف، التي بناها الله ﷿. فمن الأول قوله تعالى: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾: ﴿مِنَ السَّمَاءَ﴾ يعني من السَّحاب، والسماء ليست لاصقة في السماء السقف، ولكنه في العُلُوِّ، ومنه قوله تعالى: ﴿فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ﴾ [الحج: ١٥]؛ أي: إلى العلو. وأما الثاني الذي هو البِناءُ، فهو كثير؛ قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ

1 / 45