Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
7

Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

تفسير العثيمين: السجدة

Publisher

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

ويجوز أن نَجْعَلَ ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ خبرًا واحدًا؛ و﴿مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ حالٌ من قوله تعالى: ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾؛ فتَجْعَلُ الجُمْلَتَينِ خبرينِ، أو إحداهما خبرًا والأخرى حالًا. وعلى كلِّ حالٍ: فمعنى الآيةِ الكريمةِ أنَّ تنزيلَ الكتابِ أمرٌ لا شكَّ فيه، وأنَّه ﴿مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أيضًا لا شكَّ فيه، وعندي أنَّ أَحْسَنَ ما يُقالُ في الإعرابِ: أنْ يُجْعَلَ ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ هو الحالَ؛ تنزيلُ الكتابِ من رَبِّ العالمينَ لا مِن غَيْره، و﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ يكونُ حالًا. من فوائد الآيتين الكريمتين: الْفَائِدَةُ الأُولَى: أنَّ القرآنَ الكريمَ لم يأتِ بجديدٍ؛ أتى بالحروفِ التي يتكلَّمُ بها النَّاس، ومع ذلك أَعْجَزَهُم؛ يؤخَذُ من قوله تعالى: ﴿الم﴾ لأن الصَّحيحَ أنه ليس له معنًى. الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أن القرآنَ كلامُ الله ﷾؛ لقوله تعالى: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وجه ذلك: أنَّ القرآنَ كلامٌ وأضافه الله إلى نَفْسِه، فيقتضي أن يكونَ كلامَهُ. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إثباتُ عُلُوِّ الله؛ لقوله ﷾: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ والنُّزُولُ لا يكون إلا مِنْ أعلى. الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: إثباتُ أن القرآنَ الكريمَ مكتوبٌ؛ لقوله تعالى: ﴿الْكِتَابِ﴾ ولقد سبق لنا أنه مكتوبٌ في لَوْحٍ مَحْفوظٍ، وفي الصُّحُف التي بِيَدِ الملائكة، وفي الصُّحُف التي بأيدينا.

1 / 12