Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
74

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

Publisher

دار الثريا للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

فالجواب: أن ألوهيتهم ليست حقًّا، والدليل قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾ [الحج: ٦٢] وقد فسر عامة المتكلمين (لا إله إلا الله) بقولهم: لا قادر على الاختراع إلا الله. هذا تفسيرهم لها، كما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في التدمرية يقولون: (لا إله إلا الله) أي: لا قادر على الاختراع إلا الله، ففسروها بما يقتضي توحيد الربوبية، وهذا التفسير غير حق. فإذا فسرنا معنى (لا إله إلا الله) أي: لا قادر على الاختراع إلا الله يعني على الخلق إلا الله، وهذا التفسير غير صحيح وباطل من أصله. والدليل: أن المشركين لا يستكبرون عن أن يقولوا: إنه لا خالق إلا الله، بل يقرون بذلك، إذًا من فسره بهذا التفسير فقد أخطأ. والمشركون الذين قاتلهم الرسول ﷺ ما فسروه بهذا؛ لأنه لو فسروا بهذا ما استكبروا عنه. إذًا فهذا التفسير يعتبر تفسيرًا باطلًا، ليس فيه قصور ولا نقص، بل فيه البطلان من الأصل. سؤال: ما الفرق بين قولنا: لا معبود بحق إلا الله. وقولنا: لا معبود حق إلا الله؟ الجواب: إذا قلنا: لا معبود بحق إلا الله لم يأتِ الخبر، وصار (بحق) تعلق بمعبود، يعني لا أحد يعبد بحق إلا الله، ويكون الخبر على هذا هو (الله)، وهذا مشكل على قواعد النحو؛ لأن (لا) النافية للجنس لا تعمل إلا في النكرات. وإذا قلنا: لا معبود حق. صارت (حق) خبر (لا) ولا تكون

1 / 77