162

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

Publisher

دار الثريا للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

فالجواب: نعم، في الآخرة تكليف، قال الله ﷿: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢)﴾ [القلم: ٤٢] ودعوتهم إلى السُّجود تكليف. ٣ - ومن فوائدها: أنَّه ينبغي في الخطاب أن يذكر ما يناسب المقام، وأن يحذف ما تكون الفصاحة في حذفه، وجهه أنَّه اقتصر هنا على ذكر الإنذار بالنسبة للرسل مع أن الرسل -عليهم الصَّلاة والسلام- حالهم الإنذار والتبشير، قال الله تعالى: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ [النساء: ١٦٥]. ٤ - ومن فوائد الآية: رحمة الله ﷾ بالخلق، حيث لم يكلهم إلى عقولهم في تعبدهم لربهم ﷿، وجهه أنَّه أرسل إليهم الرسل، وأرسل إليهم الرسل أيضًا ليس مجرد أن يقولوا: اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير، بل قرن دعوتهم بالإنذار والتبشير، ليكون ذلك حافزًا لهم على فعل الأوامر واجتناب النواهي. * * * ﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣)﴾ الخطاب هنا موجه لواحد مذكر فمن هو؟ أهو الرسول ﵊ أم من يصح أن يوجه إليه الخطاب؟ الجواب: الثَّاني أعم. أي: فانظر أيها المخاطب، أو أيها السامع كيف كان عاقبة المنذرين، وهنا قال: ﴿كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣)﴾ ولم يقل: (ماذا

1 / 165