(جَهَنَّمَ) اسم من أسماء النار.
(عَرَضْنَا) يعني عرضًا عظيمًا، ولذلك نُكِّر يعني عرضًا عظيمًا تتساقط منه القلوب، ومن الحكم في إخبار الله ﷿ بذلك أن يصلح الإنسان ما بينه وبين الله، وأن يخاف من هذا اليوم، وأن يستعد له، وأن يصور نفسه وكأنه تحت قدميه، كما قال الصِّديق ﵁:
(كلنا مصبَّح في أهله والموت أدنى من شراك نعله) فتصور هذا وتصور أنه ليس بينك وبينه، إلَاّ أن تخرج هذه الروح من الجسد، وحينئذ ينتهي كل شيء.
***
(الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) (الكهف: ١٠١)
قوله تعالى: (كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي) هؤلاء الكافرون كانت أعينهم في غطاء عن ذكر الله، لا ينظرون إلى ذكر الله، وقد ذكر الله تعالى فيما سبق - في نفس السورة - أنَّ) عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) (الكهف: الآية ٥٧) فالقلوب، والأبصار، والأسماع كلها مغلقة.
(وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) هل المراد لا يريدون؟ كقوله تعالى: (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاء) (المائدة: الآية ١١٢)، أي: هل يريد؟ أو المعنى أنهم لا يستطيعون (سَمْعًا) أي سمع الإجابة، وليس سمع الإدراك؟
الجواب: يحتمل المَعْنَيَيْن جميعًا، وكلاهما حق.