Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
59

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

Publisher

دار الثريا للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Publisher Location

الرياض

Genres

لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الأباطل ويقول عن دين الرسول: ولقد علمت أن دين محمد خير أديان البرية دينا لكنه والعياذ بالله لم يقبل هذا الدين، ولم يذعن له، وكان آخر ما قال: إنه على الشرك على ملة عبد المطلب (^١)، فالذين آمنوا بالله ورسوله، هم الذين أقروا إقرارًا تامًّا بما يستحق الله ﷿، وبما يستحق الرسول ﵊، وقبلوا بذلك وأذعنوا، ﴿ثم لم يرتابوا﴾ كلمة، ﴿ثم﴾ هنا في موقع من أحسن المواقع؛ لأن (ثم) تدل على الترتيب والمهلة، ثم استقروا وثبتوا على الإيمان مع طول المدة، ﴿لم يرتابوا﴾: أي لم يلحقهم شك في الإيمان بالله ورسوله. وهنا ننبه إلى مسألة يكثر السؤال عنها في هذا الوقت - وإن كان أصلها موجودًا في عهد الرسول ﵊: وهي الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلب الإنسان، فيلقي الشيطان في قلب الإنسان أحيانًا وساوس وشكوكًا في الإيمان أو في القرآن، أو في الرسول، يحب الإنسان أن يمزق لحمه، ويكسر عظمه ولا يتكلم بذلك، فما موقف الإنسان من هذا؟ موقف الإنسان من هذا أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وينتهي، ويعرض عن هذا، ولا يفكر فيه إطلاقًا، وقد أخبر النبي - عليه

(^١) أخرجه البخاري، كتاب التفسير باب ﴿إنك لا تهدي من أحببت﴾، (رقم ٤٧٧٢)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت (رقم ٢٤) .

1 / 64