22

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut

تفسير العثيمين: العنكبوت

Publisher

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

الآية (٦) * * * * قال اللَّه ﷿: ﴿وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [العنكبوت: ٦]. * * * قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿وَمَن جَهَدَ﴾ جِهادُ حَرْبٍ أو نَفْسٍ]، أفَادنَا المُفَسِّر من هذه العبارةِ أن الجِهادَ ينْقسمُ إلى قِسمَينِ: * جهادِ حَرْبٍ، وذلك بجهادِ الأعداءِ. * وجهادِ نفْسٍ، وذلك بأن تُجاهِدَ نَفْسكَ على فِعلِ الطاعاتِ وعلى تَركِ المحرَّماتِ. والجهاد: بذلُ الجُهدِ في الشيء، والذي يجاهِدُ لا يُجاهدُ للَّه وإنما يعْملُ لنَفْسهِ، كقولِه تعالى: ﴿مَّن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفسِهِ﴾ [فصلت: ٤٦]. وقَال المُفَسِّر ﵀: [﴿فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ﴾، فإنَّ مَنْفعَةَ جِهادِهِ لَهُ لَا للَّه]، وذلك لأنه مأجورٌ، سواءٌ جاهَدَ نفْسَه أو جاهدَ غيرَهُ، مع أنه إذا جاهدَ غيرَهُ قَد تكون منْفعتُهُ أيضًا للغَيرِ، فإن هذا الغيرَ بالجهادِ رُبَّما يَدخُلُ في دِينِ اللَّهِ، وحينئذٍ يحصُلُ له منْفَعَةٌ. المُهِمُّ أن اللَّهَ ﷾ لا ينْتفِعُ بهذا الجهادِ، ولهذا قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾، وهذا تَعْليلٌ لقولِه: ﴿فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ﴾، فاللَّهُ ﷾ غَنِيٌّ عنهم،

1 / 26