Tafsir al-Tabari - Jami' al-Bayan

Al-Tabari d. 310 AH
90

Tafsir al-Tabari - Jami' al-Bayan

تفسير الطبري جامع البيان - ط دار التربية والتراث

Edition Number

بدون تاريخ نشر

Genres

ﷺ قال: من قالَ في القرآن برأيه فليتبوأ مقعدَه من النار (١). ٧٤ - حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبد الأعلى - هو ابن عامر الثعلبي-، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ، قال: من قال في القرآن برأيه - أو بما لا يعلم - فليتبوأ مقعدَه من النار. ٧٥ - وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا محمد بن بشر، وَقبِيصة، عن سفيان، عن عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعدَه من النار. ٧٦ - حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا الحكم بن بَشير، قال: حدثنا عمرو بن قيس المُلائي، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعدَه من النار. ٧٧ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن ليث، عن بكر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: من تكلَّم في القرآن برأيه فليتبوأ مقعدَه من النار. ٧٨ - وحدثني أبو السائب سَلْم بن جُنادة السُّوَائي، قال: حدثنا حفص ابن غياث، عن الحسن بن عُبيد الله، عن إبراهيم، عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق ﵁: أيُّ أرْضٍ تُقِلُّني، وأيُّ سماءٍ تُظِلُّني، إذا قلتُ في القرآن ما لا أعلم (٢)! ٧٩ - حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن عبد الله بن مرة، عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق: أيُّ أرضٍ تُقِلُّني، وأيُّ سماءٍ تظلّني، إذا قلتُ في القرآن برأيي - أو: بما لا أعلم. قال أبو جعفر: وهذه الأخبار شاهدةٌ لنا على صحة ما قُلنا: من أنّ ما كان مِن تأويل آيِ القرآن الذي لا يُدرَك علمه إلا بنَصِّ بيان رسول الله ﷺ، أو بنَصْبه الدلالة عليه - فغير جائز لأحد القِيلُ فيه برأيه. بل القائلُ في ذلك برأيه - وإن أصاب الحق فيه - فمخطئ فيما كانَ من فِعله، بقيله فيه برأيه، لأن إصابته ليستْ إصابة مُوقن أنه محقٌّ، وإنما هو إصابة خارصٍ وظانً. والقائل

(١) الأحاديث ٧٣ - ٧٦ - تدور هذه الأحاديث كلها على عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وقد تكلموا فيه. "قال أحمد: ضعيف الحديث. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، ربما رفع الحديث وربما وقفه. وقال ابن عدي: يحدث بأشياء لا يتابع عليها، وقد حدث عنه الثقات. وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه لين وهو ثقة. وقال الدارقطني: يعتبر به. وحسن له الترمذي، وصحح له الحاكم، وهو من تساهله. وصحح الطبري حديثه في الكسوف". تهذيب التهذيب ٦: ٩٤ - ٩٥. وقد روى أحمد هذا الحديث من طريق سفيان الثوري عن عبد الأعلى: ٢٠٦٩، ورواه أيضًا من طريق أبي عوانة عن عبد الأعلى رقم: ٣٠٢٥، بلفظ: "من كذب على القرآن بغير علم". وقلنا في شرح المسند: "إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي" ورواه أحمد أيضًا من أوجه أخر، كلها من رواية عبد الأعلى. وقال ابن كثير في التفسير ١: ١١: "هكذا أخرجه الترمذي والنسائي من طرق عن سفيان الثوري، به. ورواه أبو داود عن مسدد عن أبي عوانة عن عبد الأعلى، به، مرفوعًا وقال الترمذي: هذا حديث حسن". وأخشى أن يكون قول ابن جرير بعد: "وهذه الأخبار شاهدة لنا على صحة ما قلنا ... "، دالا على أنه يصحح حديثه هذا كما صحح حديثه في الكسوف. (٢) الخبر ٧٨ - في المخطوطة والمطبوعة: "سالم بن جنادة"، وهو خطأ. وفي المخطوطة "أبي نعم" مكان "أبي معمر"، وهو خطأ. وأبو معمر هو: عبد الله بن سخبرة الأزدي، تابعي ثقة، أرسل الحديث عن أبي بكر. وإبراهيم الذي حدث عنه هو: إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي. وقوله "تقلني": أي تحملني. أقل الشيء واستقله: رفعه وحمله. وانظر طرق هذا الخبر في تفسير ابن كثير ١: ١٢.

1 / 78