[إبراهيم: 19-20]. والخلق الجديد هو من نوع الخلق نفسه الذي أهلكه الله. والله سبحانه وتعالى يخبرنا بأن البشر سيخلفون بعضهم إلى يوم القيامة.. فيقول جل جلاله:
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا
[مريم: 59]. ولكن هذا يطلق عليه خلف. ولا يطلق عليه خليفة. والشاعر يقول:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
ولكن الله جعل الملائكة يسجدون لآدم ساعة الخلق، وجعل الكون مسخرا له فكأنه خليفة الله في أرضه، أمده بعطاء الأسباب، فخضع الكون له بإرادة الله، وليس بإرادة الإنسان، والله سبحانه وتعالى يقول في حديث قدسي:
" يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك.. وإلا تفعل ملأت يدك شغلا ولم أسد فقرك "
إذن: كلمة خليفة تأخذ عدة معان. ماذا قالت الملائكة: { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدمآء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك.. }. كيف عرف الملائكة ذلك؟ لابد أن هناك حالة قبلها قاسوا عليها، أو أنهم ظنوا أن آدم سيطغى في الأرض، ولكن كلمة " سفك " وكلمة " دم " كيف عرفتهما الملائكة وهي لم تحدث بعد؟ لابد أنهم عرفوها من حياة سابقة.
والله سبحانه وتعالى يقول:
والجآن خلقناه من قبل من نار السموم
Unknown page