236

وجآء إخوة يوسف

[يوسف: 58]. ثم يرتقي بالنسب الإيماني إلى مرتبة الأخوة الإيمانية، فيقول:

إنما المؤمنون إخوة

[الحجرات: 10] يعني إياكم أن تجعلوا التقاء النسب المادي دون التقائكم في القيم العقائدية. والأصل في الأخ أن يشترك في الأب مثل:

وجآء إخوة يوسف

[يوسف: 58]، فإن كانوا إخوة من غير الأب يسمهم إخوانا، فإن ارتقوا في الإيمان يسمهم إخوة. وعندما وصفهم بأنهم إخوان قال:

واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعدآء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا

[آل عمران: 103]. لقد كانت بينهم حروب وبغضاء وشقاق، لم يصفهم بأنهم إخوة لأنهم لا زالوا في الشحناء، فوصفهم بأنهم إخوان، وبعد أن يختمر الإيمان في نفوسهم يصبحون إخوة. ولننظر في غزوة بدر، هاهو ذا مصعب بن عمير، كان فتى قريش المدلل والمنعم الذي كانت تفوح منه رائحة العطر وملابسه من حرير كان ذلك قبل إسلامه، وتغير كل ذلك عندما دخل في الإسلام، فقد أخرجه الإيمان من هذا النعيم إلى بؤس المؤمنين الأولين لدرجة أنه كان يلبس جلد حيوان ويراه رسول الله في هذا الضنك فيقول:

" انظروا كيف فعل الإيمان بصاحبكم ".

وعندما جاءت معركة بدر التقى مع أخيه " أبي عزيز " الذي ظل على دين قريش، والتقى الاثنان في المعركة، مصعب في معسكر المؤمنين، وأبو عزيز في جيش المشركين. وأثناء المعركة رأى أخاه أبا عزيز أسيرا مع أبي اليسر وهو من الأنصار فالتفت مصعب إلى أبي اليسر، وقال: يا أبا اليسر اشدد على أسيرك فإن أمه غنية وستفديه بمال كثير.

Unknown page